قد يبدو هذا السؤال بديهيا وبسيطا, لكن المشكلات الزوجية التي نراها في العيادة النفسية وفي الحياة العامة تؤكد أن كثيرا من النساء قد لا يعرفن ماذا يريد الرجل منهن (وفي المقابل أيضا لايعرف كثير من الرجال ماذا تريد المرأة منهم), وذلك بسبب اختلاف احتياجات كل طرف عن الآخر, فالمرأة قد تعامل الرجل على أنه يحتاج ما تحتاجه هي, وهو أيضا قد يحاول تلبية احتياجاتها وكأنها رجل مثله, وهنا يضل كل منهما الطريق, وقد يبذلا جهودا مضنية ويصلان إلى نتائج عكسية. وقد ورد في الأثر أن الله خلق آدم وأسكنه الجنة يتنعم فيها كيفما شاء, ولكن آدم استوحش (شعر بالوحشة والملل والوحدة) فخلق الله له حواء, وفي هذا الأثر معنى مهم وهو أن الجنة بكل نعيمها لم تمنح آدم السعادة, وأن المرأة المحبة المخلصة الوفية الودودة هي أعظم هدية للرجل, وأكبر مصدر لسعادته, وأنها هي جنته.
وورد في التراث الشعبي قصة شهريار وشهرزاد, حيث كان شهريار يعتبر المرأة مجرد وسيلة مؤقتة للاستمتاع فيقضي معها ليلته ثم يقتلها ويأتي بغيرها، وهكذا, إلى أن جاءت شهرزاد وعرفت ماذا يريد الرجل من المرأة, وكيف يصبح في حاجة إليها ويستبقيها في حياته, فكانت إضافة لما تمنحه من حب وجنس, تحكي له قصة وتقف عند قمة الحبكة الدرامية وتتظاهر بالرغبة في النوم وتحتج بطلوع الصباح وتعده بأن تكمل له في اليوم التالي فتتركه متشوقا إلى بقية الحكاية كل يوم, وهكذا عاشت معه شهرزاد لأنها نجحت في فهم تركيبة الرجل النفسية. وبناءا عليه يصبح نموذج شهرزاد ملهما لكل امرأة تريد أن تستبقي زوجها حبيبها لها وأن لا تدعه ينهيها من حياته.
لذلك نحاول في هذا المقال تجميع ما وصلنا في العيادة النفسية (خلال الجلسات النفسية العميقة والممتدة), وما توصلت إليه الدراسات والأبحاث, وما ورد في الآثار وما بلغنا من التراث الشعبي والحكمة الإنسانية عن ماذا يريد الرجل من المرأة, وقد نضطر أن نفشي بعض أسرار الرجال لعل المرأة تستفيد:
٠ أن تتذكري دائما أن الرجل (مهما علا قدره) طفل كبير يريد منك ما كانت تحوطه به أمه من رعاية واهتمام, فالمرأة بالنسبة للرجل هي أول وأهم مصدر للرعاية والاهتمام والإحساس بالأمان (حتى لو لم يذكر ذلك تعاليا واستكبارا).
٠ أن تكوني أحيانا أما حنونة راعية, وأحيانا ابنه متشوقه لحمايته واحتوائه, وأحيانا صديقة تصاحبه في رحلاته وتشاركه أو تناقشه في أفكاره, وأحيانا أنثى تحرك نوازع ذكورته ورجولته, وأحيانا إنسانه تمنحه كل المعاني الإنسانية الرفيعة.
٠ هو يريدك الشيء وعكسه، لا تستغربي من ذلك, فهو يريدك فاضلة في أوقات, ويريدك في أوقات أخرى مغوية، يريدك أحيانا مؤيدة, وأحيانا معارضة, وأحيانا مشاكسة، يريد أن يرى فيك كل النساء اللائي أعجبنه، يريد أن يرى فيك كل الفاتنات وكل الفاضلات وكل القديسات وكل المغويات والمغريات.
٠ يريدك أن تكوني ممتعة لحواسه الخمس.
٠ يريدك أن تشعريه بالزعامة والقيادة والتفوق, فلديه عقدة التفوق الذكوري, ولا يحتمل منك أن تنازعيه في ذلك, أو أن تقفي منه موقف الندية (هناك استثناء في ذلك لدى الزوج السلبي الإعتمادي).
٠ تفهمي طمعه الذكوري في الحصول على أشياء كثيرة منك ومن الحياة.
٠ تفهمي طبيعته التعددية وساعديه على التعامل مع هذه الطبيعة برشد وفي الإطار المقبول شرعيا واجتماعيا وأخلاقيا.
٠ علاقة الرجل بأمه تحدد بدرجة كبيرة علاقته بالمرأة بوجه عام.
٠ الغيرة المعقولة صفة أساسية في الرجل السوي فلا تنكري عليه غيرته.
٠ الرجل يحب بعينيه قبل قلبه فتعهدي مواضع بصره.
٠ الرجل ينفر بأنفه فتعهدي مواضع شمه.
٠ أن تحترمي رغبته في الإنجاز والنجاح فهذه من احتياجات الرجل الأساسية والتي تشعره بقيمته وتفوقه على أقرانه.
٠ أن تحترمي نجاحاته وإنجازاته, وأن تثني على ملكاته وقدراته (مهما كانت بسيطة أو متواضعة).
٠ أن تتقبليه كما هو بدون شروط وبدون تعديلات (وهذا لا يمنع مساعدتك له للتغيير للأفضل ولكن بلطف وذكاء).
٠ أن تعبري له عن مشاعرك كلما سنحت الفرصة لذلك.
٠ أن تشعريه بخضوعك الأنثوي (مهما كانت مكانتك) فهذا أكثر ما يسحر الرجل في المرأة.
٠ أن تستمعي إليه جيدا حين يتحدث وأن تقبلي عليه بكل حواسك, وأن تبادليه الحديث حين يفرغ من كلامه.
٠ أن تعلمي أن الرجل ضعيف أمام شيئين:
الأول: من يمدحه ويثني على تميزه,
والثاني: امرأة ذات أنوثة عالية تستدعي رجولته وتوقظها.
٠ أن تتركي له فرصة للخروج مع أصدقائه ولو مرة في الأسبوع أو الشهر.
٠ أن تتركي له الفرصة حين يريد أن يخلو بنفسه داخل كهفه.
٠ أن تحترمي خصوصياته ولا تفتشي في حاجاته أو تتنصتي أو تتجسسي عليه أو تتبعي أخطائه.
٠ أن تحفظي أسراره وتستري عوراته.
٠ أن تشعريه أنك منجذبة له عاطفيا وجنسيا وأنه يحقق لك الرضا.
٠ أن تشعريه أنه أفضل رجل في حياتك (حتى ولو كان رجلا بسيطا).
٠ أن تمنحيه نعمة السكن في البيت, فيشعر فيه بالهدوء والأمان والطمأنينة والراحة.
٠ أن يكون في بالك وأنت تعدين الطعام في المطبخ فتصنعين له ما يحب.
٠ أن تساعديه على تفهم احتياجاتك وتلبيتها دون إلحاح, وأن تبدي الرضا عن ذلك.
٠ أن تري أجمل ما فيه.
٠ أن تحترميه وتقدريه.
٠ أن تكفي أو تقللي من نقدك له قدر الإمكان.
٠ أن تحسني صحبته وأن يستمتع هو بذلك فيحب مرافقتك في السفر, ويحب الجلوس معك والحديث إليك.
٠ أن تكوني مهتمة بجمالك وشياكتك وجاذبيتك.
٠ أن تكوني واثقة من أنتوثتك وفخورة ومعتزة بها, وأن تنجحي في استثارة ذكورته ورجولته نحوك.
٠ أن تثقي به وبآرائه وقراراته وأفعاله.
٠ أن تشعريه أنه فارس أحلامك.
٠ أن تضبطي المسافة بينك وبينه حسب احتياجه واحتياجاتك, فلا تخنقيه بالقرب الدائم ولا تحرميه بالبعد الزائد, فقدر من الإشباع مطلوب وقدر من الحرمان مطلوب أيضا, ولديك ميزان الذهب.
٠ لا تبالغي في إغراق حواسه بالإغراء, ولكن تكشفي أحيانا واحتجبي أحيانا أخرى (مثل لعبة الإستغمايه).
٠ اضحكي معه وعليه وعليك أحيانا.
٠ العبي معه لعبة يحبها.
٠ يريدك ذكية أحيانا وساذجة أو متغابية في أحيان أخرى.
٠ يريدك متحضرة أحيانا وبدائية متوحشة في أحيان أخرى.
٠ يريدك سيدة وهانم في أحيان, وخادمة أو جارية مطيعة وخاضعة في أحيان أخرى.
٠ يريدك مستقلة أحيانا, ومعتمدة ومحتاجة إليه في أحيان أخرى.
٠ أن تكوني سندًا ودعمًا له في الأوقات والمواقف الصعبة.
٠ أن تكون لديك حساسات لتتلمسي حاجاته في الأوقات المختلفة وأن تكوني مستعدة (قدر إمكانك) لتلبية تلك الحاجات.
٠ أن تعلمي أن الرجل سريع الملل كالطفل يمل من لعبته وربما يكسرها, فاعملي على كسر الملل بكل ما تستطيعين حتى لا يكسر اللعبة.
٠ أعظم رجل في الدنيا يحتاج التقدير والثقة والإعجاب والتشجيع من امرأة يحبها, وكأنه يستعيد تاريخه مع أمه حين كانت تقول له: شاطر.... هايل... برافو..., وتأخذه في حضنها فيشعر أنه أعظم إنسان في الدنيا.