مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر حيرتك، وللتعامل مع هذا الشعور لابد من الحسم.
وهذا الحسم لن يحدث إلا بمناقشة جادة، صريحة، واضحة، بدون مساومات، ولا تهديدات، ولا فرض شروط، ولا تنازلات، مع خطيبك.
ابتعدي تمامًا عن فكرة "سيتغير بعد الزواج"، وكذلك خطيبك، فلا أحد يتغير لأجل أحد، ومنذ البداية لابد من حدوث "قبول" كامل لكل طرف من جهة الطرف الآخر، فإن قبلته، قبلته على عيبه، وهو كذلك، وإلا فلا تقبليه كاملًا، ولا تكملي علاقتك المصيرية معه.
التعامل مع العلاقة الزوجية، وأنت على عتباتها، باستهانة، واستهتار، أو على أنها "لعبة"، خطر عظيم، كما اللعب بالنار، ما تلبث أن تنهش لاعبيها، وتشتعل فيهم، وتحرقهم بها.
صديقتي..
مرحلة الخطوبة هي وعد بالزواج بعد دراسة الأمر، والتبين لمناسبة كل طرف للآخر أو لا، فلا تجعلي عاطفتك تقودك، فالحب وحده لا يكفي، إذ لابد من احترام كل طرف للآخر، مواقفه، أفكاره، رغباته، أحلامه، مشاعره، إلخ، ولابد أن ينسج الطرفين واقعًا مشتركًا ينطلقون عبره إلى أحلامًا مشتركة، لا أن يكون كلًا منهم في جزيرة منعزلة، كل يغني على ليلاه، فليس هذا هو الزواج، ولا هذه هي العلاقة الزوجية، الصحية، السوية، الدافئة.
كل ما ذكرته من رغبات هي حقك، ورفضه ورضاه واستسلامه لوضعه هو أيضًا حقه، ليس من حق أحدكم تغيير الآخر لصالحه، ولا فرض شروط على الآخر، فإن وصلتم لحل في المنتصف برضى حقيقي من كل طرف، فبها ونعمت، وإلا فليغن الله كلًا من سعته، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.