عزيزي المسلم، تسأل الله عز وجل دائمًا، الكثير والكثير من الأمور للدنيا والآخرة.. وأحيانًا يبهرك عطائه، وأحيانًا تتصور أنه لم يستجب.. لكن لو تعلم أمرًا لو سألته الله عز وجل أعطاك فوق ما تريد.. لاستمريت في ترديد هذا السؤال.. وهو البركة.. فالبركة في كلمة السر في ثراء العطاء الإلهي للعبد، فبها يرتاح الضمير والبال، وتبتسم لك الدنيا مهما كانت آلامها، لذا عزيزي المسلم عليك بسؤال الله عز وجل دائمًا البركة، فمهما كنت قليل المال أو العلم أو الشهرة الاجتماعية، بالبركة يبهرك الله بعطائه، ويمنحك مكانة غير عادية.. ويبارك لك في صحتك ومالك وعمرك وأولادك وبيتك كله.
كيف تحصل على البركة؟
لكن للبركة طرق على المرء اتباعها حتى ينالها، وأبرزها: الصدق في المعاملة، ففي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما».. انظر لعظمة القول.. فإذا أردت البركة عليك بالصدق..
أيضًا من الأمور التي تحقق البركة، كثرة الاستغفار، فهو لاشك موجب للبركة، ويحقق النماء والرخاء، لذا قال نبي الله نوح عليه السلام لقومه: « اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا » (نوح: 10-12)، فهذا من بركات كثرة الاستغفار.
ومن الأمور الغائبة في هذا الزمان، لكنها من أهم وقوع البركة، وهي صلة الرحم، وحسن الخلق، فهما من أعظم أسباب البركة في العمر، والسعة في الرزق، لقولِ النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار».
اقرأ أيضا:
متى ينفرد بك الشيطان وكيف تؤمن دفاعاتك حتى لا يسجل أهدافًا فيك؟سلوك البركة
أيضًا قد لا يعلم كثير من الناس أن للبركة سلوكًا يجب اتباعه، ومن أهم هذه السلوكيات، أن تبكر في عملك، فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة بورك لها في بكورها، أيضًا عليك اتباع سلوك الحمد، وأن تحافظ عليه دومًا، قال الله تعالى: « وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ » (إبراهيم: 7).. أيضًا آداب الطعام والالتزام بها من أهم السلوكيات التي تمنحك البركة، فعن وحشي بن حرب ، «أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع، قال: فلعلكم تفترقون؟ قالوا: نعم، قال: فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله، يبارك لكم فيه».