لا يوجد لدى الإنسان أعز من كرامته، لأنها هي جوهر الإنسان وشرفه.
وكل الشرائع والأديان تحث على كرامة الإنسان ومروءته لأنها لا يستوعب أن تنهض أمة بأشخاص فقدوا كرامتهم، لأنها أعلى قيمة لدى البشر.
حكمة لقمان:
قال لقمان الحكيم: نقلت الصخور وحملت الحديد، فلم أر شيئا أثقل من الدين.
وأضاف: وأكلت الطيبات وعانقت الحسان، فلم أر شيئا ألذ من العافية.
وقيل لأيوب عليه السلام: أي شيء كان عليك في بلائك أشد؟ قال: شماتة الأعداء.
وقال أحد العلماء: لو نزحوا البحار وكنسوا القفار لوجدوها أهون من شماتة الأعداء خصوصا إذا كانوا مساهمين في نسب أو مجاورين في بلد.. اللهم إنا نعوذ بك من تتابع الإثم وسوء الفهم وشماتة ابن العم.
اقرأ أيضا:
مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمانقصة عجيبة لكسرى الفرس:
لما أراد أنوشروان أن يقلد ابنه هرمز ولاية العهد استشار عظماء مملكته، فأنكروا عليه، وقال بعضهم: إن أمه تركية وقد علمت في أخلاقهم ما علمت.
فقال: إن الأبناء ينسبون إلى الآباء لا إلى الأمهات، وكانت أم قباذ تركية، وقد رأيتم من حسن سيرته ما رأيتم.
فقيل: هو قصير وذلك يذهب ببهاء الملك، فقال: إن قصره من رجليه ولا يكاد يرى إلا جالسا أو راكبا، فلا يستبين ذلك فيه.
فقالوا أيضا: هو بغيض في الناس، فقال: أوّاه هلك ابني هرمز، فقد قيل: إذا كان في الإنسان خير واحد ولم يكن ذلك الخير المحبة إلى الناس فلا خير فيه، وإذا كان فيه عيب واحد ولم يكن ذلك العيب البغض في الناس فلا عيب فيه.
وقال الجاحظ: ما رأيت سنانا أنفذ من شماتة الأعداء.
واقعة غريبة:
وقيل: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع بموته نساء من كندة وحضرموت، فخضبن أيديهن وضربن بالدفوف، فقال رجل منهم:
أبلغ أبا بكر إذا ما جئته .. أن البغايا من بني مرام
أظهرن في موت النبي شماتة .. وخضبن أيديهن بالغلام
فاقطع هديت أكفهن بصارم .. كالبرق أومض في متون غمام
فكتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى المهاجر عامله، فأخذهن وقطع أيديهن.
وقال حكيم: لا تأمن عدوك وإن كان ضعيفا، فإن القناة قد تقتل، وإن عدمت السنان.