من يسعى لرضا الله تعالى لا يعجزه شيء ولا يقف عن شيء لكنه يتحمل الكثير في سبيل إرضاء الله تعالى.
وعبادة الله ليس معناها أنك تكبد المشقة إذ ليس في الدين حرج قال تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج.. لكن أن تسير إلى الله تأتمر بأمره وتنتهي عن نهيه ويكون كل همك رضاه عنك مهما غضب منك الناس.
عبادة الآوبين:
ومن العبادات الدقيقة واللطيفة التي يمكن أن تعبد الله بها وتأخذ عليها أجرًا عظيمًا عبادة
جبر الخواطر وإدخال السعادة على الآخرين ومن ألف صورها وأحلاها أن تفعل شيئا بقصد أن تسعد غيرك ومن أمثلة هذا أن تذهب مثلا لشراء شيء ما من أحد الأفراد، حتى ولو لم تكن محتاجًا لهذه السلعة تشتريها لأنك تعلم أنه يفرح بهذا ويسعد وانت فقط تريد أن تدخل على قلبه السرور دون أن تجرحه أو تحرجه بإعطائه صدقة ظاهرة أو تعرض عليه أي نوع نم المساعدات الظاهرة.
جبرالخواطر:
فما فعلت أنت الآن هو بمثابة صدقة السر وهو
جبر خواطر وهو إدخال السرور على الآخرين فهو سعيد لأنني اشتريت منه، وفي بعض الأحيان يدعو لي..
ومن صورها أيضًا أن تسعى لحمل خبر سعيد لصديق لك وتكون اول من تخبره بنجاحه بفوزه بقدوم خير له أو حل مشكلة كان يعاني منها أو غير ذلك من المبشرات التي تدخل السرور على قلبه..
تعدد النيات وإدخال السرور على الآخرين:
هذا ويمكن ان تعدد بعمل واحد نيات عديدة فهي تجارة مع الله وهذا فعل ذوو الألباب، ومن ثَمَّ؛ فإن حرصك على أن تؤجر بعمل هو في الأصل مباح -بأن تستحضر نية صالحة-، هو عمل حسن، وفيه خير كثير، فنيتك أن تدخل السرور على هذا البائع نية صالحة تثاب عليها -إن شاء الله-، وكذا نيتك أن تنتفع بما تشتريه فيما شرعه الله عز وجل -سواء كان مأكولًا، أم مشروبًا، أم ملبوسًا- وتتقوى به على طاعة الله تعالى، ونحو ذلك.
وبالجملة؛ فهذا النوع من استحضار النيات هو ما يسميه بعض العلماء تجارة الأكياس الفطناء، وقد روى البخاري عن معاذ -رضي الله عنه- قوله: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.