أخبار

أمر محرم بهذا الوقت في يوم الجمعة ويأثم جميع أطرافه.. احذر أن تقع فيه فتفسد جمعتك

سنة مهجورة.. ثواب عظيم ينتظرك يوم الجمعة إن حافظت على هذه العبادة

فضل اغتسال يوم الجمعة خاص بالمتزوجين فقط .. هل هذا صحيح؟

لها فضل عظيم وببركتها تبلغ ساعة الإجابة.. أذكار مأثورة ومستحبة في يوم الجمعة

كيف ترضى بقضاء وقدر الله؟.. اسمع قصة الخضر ولماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة

فيه ساعة إجابة: أفضل أدعية يوم الجمعة المستحبة والمستجابة كما لم تسمع من قبل

شباب بني إسرائيل.. عاص تشفع له الجبال.. وآخر يصلي على جنازته موسى

مرض نادر.. "الرجل المطوي" يرى أمه للمرة الأولى منذ 25 عامًا

"تهديد عالمي".. تحذير: سلالة جديدة من "سعال 100 يوم" مقاومة للأدوية واللقاحات

يغتال العقل أكثر من الخمر ويخدع العلماء.. ما لم تسمعه عن الطمع

7فضائل للتوكل علي الله وهذه شروط صحة الأخذ بالأسباب .. من هدي الأنبياء والمرسلين

بقلم | علي الكومي | الاحد 31 يناير 2021 - 08:24 م

التَّوكل على الله سُبحانه  تعالي عبادة قلبية تتم عبر تفويض الأمر له  وهي عبادة من أجلِّ عبادات القلب التي يكتمل بها إيمان العبد، ويتقرب بها إلى ربه سبحانه، وهي عبادة تتجلى فيها وسطية الإسلام؛ إذ إن التَّوكل وسط بين طرفي نقيض مذمومين؛ فالمتوكل الحق بعيد عن اللامبالاة والتواكل، وبعيد كذلك عن الاعتقاد في الأسباب والاكتفاء بها.

وللتوكل فضائل كثيرة بحسب منشور لمركز الأزهر العالمي للفتوي الإليكترونية وفي مقدمتها أن الوكيل هو اسم من أسماء الله سبحانه، ويعني: القائم على كل نفس بما يُصلحها، موكول إليه أمرها، ورزقها وفق حكمته سبحانه وإرادته، قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173]، وقال: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا} [الأحزاب الأية 3

فضائل عديدة للتوكل علي الله

أما ثاني الفضائل فتتمثل في أن التَّوكل صفة لسيدنا رسول الله ﷺ، سماه ربُّه بها؛ إذ سمَّاه المُتوكل؛ فعن عطاء بن يسار قال: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَمْرِو بنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، قُلتُ: أخْبِرْنِي عن صِفَةِ رَسولِ اللَّهِ ﷺَ في التَّوْرَاةِ؟ قالَ: «أجَلْ، واللَّهِ إنَّه لَمَوْصُوفٌ في التَّوْرَاةِ ببَعْضِ صِفَتِهِ في القُرْآنِ: {يَا أيُّها النبيُّ إنَّا أرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا} [الأحزاب: 45]، وحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أنْتَ عَبْدِي ورَسولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ، ليسَ بفَظٍّ ولَا غَلِيظٍ، ولَا سَخَّابٍ في الأسْوَاقِ، ولَا يَدْفَعُ بالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، ولَكِنْ يَعْفُو ويَغْفِرُ، ولَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حتَّى يُقِيمَ به المِلَّةَ العَوْجَاءَ، بأَنْ يقولوا: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، ويَفْتَحُ بهَا أعْيُنًا عُمْيًا، وآذَانًا صُمًّا، وقُلُوبًا غُلْفًا» [أخرجه البُخاري]].

وكلنا وبحسب القرن الكريم نعلم المتوكل ينالُ رضا الله ومحبته، قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" "آل عمران: 159

الفضيلة الرابعة للتوكل تتمثل في الإشارة إلي أن الاتصاف بالتَّوكل سبب لدخول الجنة؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون" "العنكبوت: 58"

بل من أهم فضال التوكل تسير في إطار أن حسن التوكل على الله سبب لجلب رزقه سبحانه، فالله عز وجل لا يضيع عبدًا حقّق التَّوكل عليه كما أمر، قال ﷺ: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُوا خِمَاصًا وَتَرُوْحُ بِطَانًا» [أخرجه أحمد وغيره].

ولا يغيب عنا في ها السياق أن التّوكل الحق يجبر خللَ الأسباب، ويقوي ضعفها، وتُنال به إعانة الله سبحانه، وقد زخر القرآن الكريم بقصص الأنبياء التي تدل على ذلك، فهذا سيدنا موسى عليه السلام بعد أن أخذ بأسباب النجاة من فرعون وجنوده، قال تعالى: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ} [الدخان: 23]؛ جبر توكلُه على الله سبحانه وتعالى ما قصرت عنه الأسباب؛ لمّا لحقه فرعون وجنوده، وقال من استعجل: هلكنا، {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 61-62]، ونجاه الله ومن معه من المؤمنين.

الأخذبالأسباب خلق نبوي

وبحسب المنشور فإن ا سيدنا رسول الله ﷺ الذي استعد للهجرة وأخذ بالأسباب ما أمكنه من صاحبٍ، وزاد، وراحلتين، وخليفة يخلفه في فراشه، وهادٍ خِرِّيت، وماحٍ لآثار الأقدام، واتخاذ طريقٍ غير طريق المدينة المعهود، ومع هذا وصل الكفار إلى باب غاره؛ ولكنّ عناية الله أعمت على المشركين، وثبّت ﷺ قلبَ صاحبه قائلًا: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40].

ومن هنا  ومن فضائل التَّوكل على الله أنه  يُساعد العبد على الرِّضا بقضائه والتَّسليم لأمره إن وقع ما لا يحب دون يأس أو إحباط

لا بد من التَّأكيد على أنَّ توكُّل العبد على ربِّه سبحانه لا يُنافِي سعيه، وأخذه بالأسباب الدُّنيوية المشروعة؛ بل إنَّ الأخذ بالأسباب من تمام التَّوكل، فقد تعبد الله سبحانه عباده بتوكل القلب وسَعْي الجوارح معًا، والأدلة على ذلك كثيرة، منها:

• أمر الله سبحانه للمؤمنين أن يأخذوا حذرهم من أعدائهم؛ أخذًا بأسباب النصر، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71]، وأن يُعِدوا لقتال عدوهم، فقال: {..وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال:60].

• بل أن الله  سبحانه  أمر بالأخذ بأسباب الرزق؛ فقال: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15]، وأمر به في موطن آخر مقرونًا بالحثّ على عبادة صلاة الجمعة، فقال سبحانه: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10].

• سُبحانه تعالي شدد كذلك علي أهمية  أخذ السبب في قصَّة ولادة السَّيدة مريم لسيدنا المسيح عليهما السلام؛ حينما أمر الله السيدة مريم بهزِّ جذع النَّخلة؛ أخذًا بسبب الرزق رغم ما بها من ضعف وحاجة؛ ليلفت النظر إلى ضرورته وإن رآه العبد هيّنًا، قال سبحانه: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا..} [مريم: 25، 26]

• من الأهمية بمكان التأكيد علي أن الرسول لم يرضَ ﷺ لأمته التَّواكل، وترك الأخذ بالأسباب، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: «كُنْتُ رِدْفَ رَسولِ اللهِ ﷺَ علَى حِمارٍ، يُقالُ له: عُفَيْرٌ، قالَ: فقالَ: يا مُعاذُ، تَدْرِي ما حَقُّ اللهِ علَى العِبادِ؟ وما حَقُّ العِبادِ علَى الله، قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ، ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أفَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ، قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا» [مُتفق عليه].

هذه  شروط صحةالأخذبالأسباب

فقد أخذ الأنبياء بالأسباب، فهذا نوح عليه السلام يصنع السَّفينة هو ومن معه بوحي من الله سبحانه؛ أخذًا بأسباب النَّجاة، قال سبحانه: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} [هود: 37 ومن فضائل التوكل أن الأخذ بالأسباب من هدي النبيين والصالحين

وفي هذا السياق ضرب سيدنا يعقوب عليه السلام  المثل في الأخذ بالأسباب حيث كان يقول لولده يوسف: "لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا" [يوسف: 5]؛ إخفاءً للنعمة عن أعين الحاسدين وأسماعهم؛ لئلا يكيدوا له؛ أخذًا بالأسباب.

اقرأ أيضا:

أمر محرم بهذا الوقت في يوم الجمعة ويأثم جميع أطرافه.. احذر أن تقع فيه فتفسد جمعتك

ووكذلك كان يوسف الصِّديق يأخذ بالأسباب ويضع خطة لإنقاذ مصر من الجدب والمجاعة، ويتلوها على ملئه قائلًا عن القمح: {فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِه} [يوسف: 47]؛ لئلا يتعفن، وتصيبه الآفات، والأمثلة في هذا الشأن كثيرة.

الفقهاء والعلماء أشترطوا  لصحة الأخذ بالأسباب أن تكون الأسباب مُباحةً شرعًا، وألَّا يتوصل بها إلى معصية، وألَّا يعتقد العبد أنها تنفع وتضر بذاتها دون إرادة الله سبحانه وحكمته وقدرته.



الكلمات المفتاحية

التوكل علي الله فضائل التوكل علي الله الأخذ بالأسباب الإخذ بالأسباب من هدي الأنبياء مركز الأزهر العالمي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled للتوكل فضائل كثيرة بحسب منشور لمركز الأزهر العالمي للفتوي الإليكترونية وفي مقدمتها أن الوكيل هو اسم من أسماء الله سبحانه، ويعني: القائم على كل نفس بما