متزوجة منذ سنة من رجل طيب، يحبني وأحبه، ومشكلتي أنه كان من الشباب العابث، فعرف نساء وفتيات كثر قبلي، وحكي لي عن مغامراته هذه كلها، وبشكل تفصيلي خاصة مع من أحبهن بالفعل ولم يستطع الزواج منهن، بسبب ظروفه المالية وقتها، أو رفض الأهل، إلخ .
مشكلتي أنني أبكي كثيرًا وحدي وأشعر بالأسى كلما تذكرت هذا، بل وأتخيله معهن!
أما أكثر ما يحزنني فهو إلتفات زوجي عندما نخرج معًا نحو النساء، وأشعر أن احداهن سوف تعجبه وربما تخطفه مني، ولا أدري ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك، ليس لأن زوجك كان له ماضي، وحكى لك عنه، ولا لأنه كما تقولين ينظر على النساء وإنما لأنك تضعين نفسك في كل هذه المعاناة!
لقد تركت لخيالك العنان يا عزيزتي وفي مواطن غير منطقية، مما أرهق مشاعرك، واستنزفها!
فأنت لم ترين هؤلاء النساء، فكيف تتخيلينهن، ولمَ؟!
لم تعيشين ماضي غيرك؟!
لا أدري لم تفعلين هذا كله في نفسك؟! لمَ كل هذا التعذيب؟!
لقد تزوجك زوجك، وانتهى ماضيه، وأنت الآن حاضره وهو لك كذلك، فلم لا تفكرين في هذا الحاضر، وتجتهدين في إسعاد نفسك، وزوجك؟!
ستقولين أن الحاضر أيضًا به كدر وتنغيص بسبب نظر زوجك وإلتفاته نحو النساء ببصره، وهنا أود أن تعلمي أن هذا قد يكون من جراء تقصيرك في الانتباه له، ولمميزاته، بحيث لا تنظرين له بإعجاب، وقد تكون المشكلة قاصرة عليه وحده، ولا ذنب لك في شيء مما يفعل.
لا تقارني نفسك يا عزيزتي بأي إمرأة أخرى، غائبة، أو حاضرة، فزوجك معجب بك أنت، تزوجك أنت، ولم يقهره أحد، أو يفرض عليه زواجك، كما أن لكل إمرأة جاذبيتها الخاصة، وجمالها، سواء كان جسديًا أم روحيًا، وأنت مطالبة بواجبك تجاه نفسك، وفقط، ورعاية جمالك، وصحتك، وتطوير جمال روحك، والاهتمام بأنوثتك.
تذكري أن الحنان، والمودة، والسكن، والرحمة، مقومات الأنوثة الأولى، وليس شيئًا آخر، فلتكوني إحدى القمم في هذا، ولا تفقدي الثقة في نفسك، ولا تفقدي زوجك ثقته في نفسه بوضعه مواضع التهم، فيذهب ليلتمس الثقة من أخرى!
للاسف يا عزيزتي، فأغلب الرجال يكون هذا هو رد فعلهم إذا ما وجد دائمًا زوجته صانعة للتعاسة بكثرة الاتهامات بأنه منجذب للنساء، وينظر إليهن، ويلاحقن، ويراهن الأجمل، إلخ، فسرعان ما يفقد ثقته في نفسه، ويسعى للحصول عليها من خلال نظرات الإعجاب في أعين الأخريات!
ما أراه - ولو تفكرت في الأمر ستوافقينني عليه-، أن الشواهد الحقيقية، التي يعول عليها، تقول أن زوجك معجب بك، ويحبك، وهذا هو ما يجب أن تنظري إليه، وتبني عليه أفكارك، ومن ثم مشاعرك، وتصرفاتك، وتطردي هواجسك، وتتحرري من مخاوفك، ولا تختزلي العلاقة بينكما في اعجاب بشكل دون شكل، وجسد دون جسد.
أما ماضيه، فهو كما قلت ووصفته وقتها "شاب عابث"، وهو معك الآن النسخة الأفضل، وحقك كزوجة يبدأ وقت العقد لا وقت أن كان الشاب العابث، فليس من حقك محاسبته، ولا محاكمته، ولا الحكم عليه.
عزيزتي..
صحيح أن أغلب الرجال بصريون، وأن إشباع حاسة البصر لديهم يأتي في المقدمة، ولكنه يبقى "إشباع مؤقت"، تقل قيمته مع الوقت، بينما هناك إشباعات أخرى أدوم، وأبقى، وأهم، بضخامة، وعمق، وسعة العلاقة الزوجية، فالتفتي إليها، فمن خلالها يمكنك فعل الكثير لتصبحي وبحق المرأة الوحيدة، الصالحة، الجميلة قلبًا وقالبًا، في حياته حتى آخر العمر.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
ماذا أقول لطفلي عند وفاة قريب لنا؟ اقرأ أيضا:
زوجي يتحرش بأطفالنا.. ماذا أفعل فأنا أكاد أجن؟إ