مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أتفهم جيدًا قدر الصداقة والصديقات خاصة في مرحلتك العمرية، وأقدر مشاعرك تمامًا.
لعلك تعرفين أن مركبات النقل تختلف عن بعضها البعض من حيث "الحمولة"، فالتي تحمل أوزان ثقيلة تختلف في بنيتها وكل مكوناتها وتصميمها وقدرتها عن أخرى حملة أخف، وهكذا العلاقات يا عزيزتي، فعلاقة الصداقة تختلف عن علاقة الزواج، وعلاقة الزمالة في مهنة أو دراسة، وعلاقة الوالدية والبنوة وهكذا.
فالحب والقبول غير المشروط لنا في العلاقة الوالدية يجعل العلاقة مع والدينا مختلفة، وأعمق، وأرحب، وأكثر متانة وأصالة، لذا فحضن الوالدين وحبهم وقبولهم يسعنا دائمًا مهما فعلنا، أما الأصدقاء فيختلف الأمر، إذ ليس من المتوقع أو الطبيعي أن يحتملنا ويحبنا ويقبلنا أصدقاءنا دائمًا وطول الوقت مهما فعلنا.
وكلما كان هناك إدراك لهذه الجزئية، تمكننا من ضبط العلاقة وإدارتها وعدم رفع سقف التوقعات منها بما لا يتناسب معها، تمامًا كما نضع لكل مركبة الحمولة المكتوبة عليها، المناسبة لها، بدون تجاوز يؤدي إلى انقلابها، ووقوع حادث!
فهذه الحمولة الزائدة، غير المناسبة للعلاقة تؤدي إلى تعثرها، وفسادها.
فالأم مثلًا تعطينا من خلال العلاقة "الرعاية" بينما ليس واجبًا أن تقدم الصديقة هذه الرعاية، بل احتياجات نفسية أخرى تتناسب وعلاقة الصداقة.
لذا، راجعي نفسك في علاقتك مع صديقاتك من وصفتي علاقتك بهن بأنها سرعان ما تنقضي وتنتهي بالترك والخذلان!
هل تريدين من العلاقة اشباع احتياجات نفسية لا تتناسب والعلاقة؟ أو أكثر من وسعهن وطاقتهن؟!
عزيزتي، مع الصديقات لابد أن نكون شخصيات مسئولة غير اعتمادية، ومتفردة ومميزة ومستقلة لا ملتصقة وتابعة للصديقة، حتى لا تنتحر العلاقة!
وأخيرًا، علمي كيف تشبعين احتياجاتك النفسية من مصادرها الأساسية، وتطلبيها إن لم يتم اشباعها، وهذه المصادر الأساسية يا عزيزتي هي الوالدين لا الصديقات، بعدها يمكنك عقد علاقات صداقة صحية ليست عبئًا عليك ولا صديقاتك.
هيا يا عزيزتي، غيّري ما بنفسك، فالله يساعد من يغيّر ما بنفسه، ويراجع مواقفه، وسلوكياته، ويعدلها، وإن عجزت عن فعل هذا بمفردك فلا تترددي في طلب المساعدة النفسية المتخصصة من معالج/ة ماهر/ة وثقة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها