جميعنا لاشك يمر بهذه المرحلة، (منقطع ، ثم متقطع ، ثم منتظم ، ثم ملتزم ، ثم منتظر لموعد الأذان).. ثم ربما تأتي نكسة فيعود (منقطع)، فكيف يكون الاستمرار على الثبات؟..
من يريد أن يستمر على الثبات عليه أن يطلع على هذا الحديث الشريف ويحفظه جيدًا عن ظهر قلب، فقد جاء في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فنزلنا منزلاً فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: «إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه. فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه».. إذن لو كانت أيام كثر فيها الفتن فالزم طريق الله فذلك الخلاص والنجاة.
سهام الفتن
اعلم عزيزي المسلم، جيدًا أنك في مرمى سهام الفتن ليل نهار، وبالتالي، هي التي تبعدك عن طريق الله عز وجل، لذلك لكي تتعلم الثبات عليك أن (تحاصر نفسك)، نعم حاصرها، امنعها عما تفكر فيه، وتقع فيه من شر وذنوب، ثم ادفعها دفعًا إلى عمل الخير وأن تكثر من الصدقات تحديدًا، قال تعالى: «وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ»، أيضًا يؤكد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث شريف أنه ليس من أمة محمد من لم ينفق مما يحب، لأن الإنفاق أول طرق إلزام النفس على الخير، ولجمها للبعد عن سبيل الشر، قال تعالى يوضح ذلك: «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ».
اقرأ أيضا:
"قول معروف خير من صدقة يتبعها أذى".. حتى لا تبطل صدقتكالنكت السوداء
عزيزي المسلم، احذر النكت السوداء، وهي تلك التي تحول بينك وبين قلبك، فتكبر يومًا بعد يوم بسبب أفعالك وخصالك السيئة، حتى يأتي يوم يموت فيه قلبك، ويصبح من أصعب الأمور أن تعود إلى طريق الله، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه».. لذا اسأل الله عز وجل دومًا الثبات، فقد كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يسأل الله دائمًا على الثبات على الحق.. فاللهم ارزقنا الثبات على الحق يارب العالمين