أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

في وقت الفتن.. كيف تنقذ نفسك من سيف أصحابك؟

بقلم | عمر نبيل | الاربعاء 10 فبراير 2021 - 09:39 ص


لا يعير البعض الصداقة، اهتمامًا مع أول خلاف لهم مع أصدقائهم، فربما وصل الخلاف في وجهات النظر مع حالة الاستقطاب الفكري الأخيرة، إلى الكراهية والحسد والبغضاء، وهي أسوأ صور التشاحن بين المؤمنين التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله الذي رواه أبو هريرة: " لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ".

فمن تمام الإيمان أن يُحبَّ المؤمن لأخيه ما يُحب لنفسه، كما تُحب لأخيك الصحة والسمعة الحسنة، وأن يكون طيبًا في دينه، سليمًا من العاهات، فأنت تحب ذلك لأخيك؛ لأن المسلم أخو المسلم، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

ويظهر معدن المؤمن لأخيه المؤمن ليس فقط في وقت الأزمات، والشدائد، ولكن في وقت الوقيعة بينهم وتداخل الشيطان في خلافاتهم، خاصة عندما يحتدم الخلاف، أو تشتد الفتنة، والوقيعة، وتتطاول ألسنة أعدائهم بينهم من أجل التفريق بينهما، وهو الأمر الذي يحذر منه القرآن الكريم في سورة الحجرات بقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".


كيف تعامل النبي مع أصحابه وقت الفتن؟


حينما حاول زعيم المنافقين بالمدينة، عبدالله بن أبي بن سلول، من خلال حادثة ضرب أحد المهاجرين لأحد الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذاك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ما بال دعوى جاهلية؟، قالوا يا رسول الله: كسع ( ضرب) رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال: دعوها فإنها منتنة، فسمع بذلك عبد الله بن أبي بن سلول ، فقال: فعلوها؟، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم – فقام عمر فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم -: دَعْه، لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه .. رواه البخاري .

بالرغم من الفتنىة التي شيدها زعيم المنافقين الذي كان يعيش في وسط المسلمين وبين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، ورغم خطورة الفتنة التي يقوم بها هذا المنافق المعروف على وحدة المسلمين في هذا الوقت الحساس، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم رفض اقتراح عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتله، حتى لا يقع المسلمون في فتنة أكبر، وحتى لا يروج بأن النبي صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه.

وفي واقعة أخرى يحدث جابر بن عبد الله يقول: لما قسم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – غنائم هوازن بين الناس بالجعرانة قام رجل من بني تميم فقال: اعدل يا محمد!! فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أعدل.. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ألا أقوم فأقتل هذا المنافق ؟ قال: معاذ الله أن تتسامع الأمم أن محمداً يقتل أصحابه، ثم قال النبي – صلى الله عليه وسلم-: إن هذا وأصحاباً له يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم.. رواه أحمد .

اقرأ أيضا:

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

كيف يتبخر الخلاف مع أصحابك؟


انظر للمثالين المذكورين من النبي صلى الله عليه وسلم، وحكمته في تبخر الخلاف مع أصحابه رغم شدة وقسوة ما اتهم به أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، مع عظم مكانته، بأنه لا يعدل في توزيعه الغنائم، في القصة الأخيرة، وفتنة بن سلول في القصة الأولى، وتعمق في حكمة النبي مع الحدث الجليل، ليتعلم المرء، لاسيما صاحب القوة والبأس والسلطان، والاقتداء بخير البشر، في كيفية التعامل مع الآخرين، لاسيما المخالفين وحتى الأعداء أو المنافقين.

فبالرغم من أن النبي في أحلك الظروف خلال مرحلة بناء الدولة، حيث الحاجة ماسة يومها إلى كل دعم وتعزيز، وخاصة أن الأخطار والمهددات الداخلية أو الخارجية كثيرة حينها لم تنته بعد، وعلى وجه أخص تلك المهددات الداخلية التي كان أثرها أشد وقعاً وتأثيراً على التماسك الداخلي للدولة والأفواج الأولى من شعب تلك الدولة، وبالرغم من إشارة عمر بقتل الشخصين المذكورين في القصتين، خاصة مع عظم ما ما قام به ابن سلول على سبيل المثال، هو أشبه بما نسميه اليوم، زعزعة الصف الداخلي وإثارة فتنة، والتي عادة ما تستوجب عقوبة مغلظة، كالاعتقال والسجن لفترة طويلة.. لكن المنطق النبوي يختلف، ومدى رؤية الأمور عند صاحب الأمر والقرار أوسع وأبعد بكثير من أي صحابي مهما كان مقرباً إليه صلى الله عليه وسلم..

فكان نظرالنبي صلى الله عليه وسلم أبعد من نظر عمر، ورأى أن دولته الفتية مراقبة من الجميع، إذ الكل يترقب وينتظر ما سيفعل هذا القائد الجديد بدولته الجديدة، وقد كانوا مبهورين بأخلاقه وإدارته لأصحابه والآن دولته، فماذا عسى أن يفيد سمعة الدولة وقبلها سمعة الاسلام إن كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يغضب لنفسه؟، وينتصر لعظم شخصه رغم حقه في هذا كون سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.

ومع ذلك لم يستخدم النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، صلاحياته لردع رأس المنافقين يومذاك، ولا الآخر الذي يتهم رأس النظام أو رئيس الدولة في أمانته، فإن إشارة منه إلى أي صحابي يومها، كانت كفيلة بانهاء حياتهما، لكنه نبي وبعد ذلك رئيس دولة وصاحب دعوة، يرى ما هو أهم من جز عنق منافق ربما يهلل الجميع لموته، بسبب ما كان يصدر عنه من أذى للمسلمين وإثارة للفتن بينهم..

توجيه نبوي في التعامل مع المخالف والخلاف، رغم صدوره من رؤوس الفتنة، وهذا ما نفتقده اليوم عندنا أنفسناحيث اتشحت نفوسنا بالسواد وامتلأت قلوبنا بالعناد والكراهية مع أقرب أصحابنا، لأتفه الأسباب، فأصبح من السهل في القرار مع مخالفينا أو منتقدينا هو قهرهم بأي وسيلة ممكنة أو منعهم مما هم فيه وعليه أو تمني الشر لهم وربما موتهم، لكن الصعوبة والمشقة والتحدي الكبير في مثل تلكم الحالات، تتمثل في الصبر على المخالف، ومناقشته ومحاورته، فلعله يتغير أو تتغير الظروف المحيطة به، فإما أن يميل نحوك أو يكف شره عنك، وكلاهما خير.

ما أحوجنا، أن نقتدي بخير البشر محمد صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخالفين، فكل إنسان مخالف مهما بلغ من الشر والسوء، فلابد أن تجد به مساحة خير وإنسانية، وهي المساحة التي نبحث عنها والتي قد نغفلها حيناً أو نتغافل عنها أحياناً أكثر لحاجات في النفوس عديدة.. ومن تلك المساحة أو بقعة الضوء، يمكننا الانطلاق نحو التغيير ونشر الضياء والخير، لأنها مساحة راسخة ثابتة، عكس تلك المساحات الشاسعة الظاهرة في المخالف، التي لا يمكنك الانطلاق منها لعدم ثباتها ورسوخها..


الكلمات المفتاحية

كيف تعامل النبي مع أصحابه وقت الفتن؟ كيف تتجاوز الخلاف مع أصحابك؟ خلافات الأصدقاء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يعير البعض الصداقة، اهتمامًا مع أول خلاف لهم مع أصدقائهم، فربما وصل الخلاف في وجهات النظر مع حالة الاستقطاب الفكري الأخيرة، إلى الكراهية والحسد وال