التقدير.. ذلك الفعل الذي قد يكون غاب عنا جميعًا مؤخرًا، كيف نستعيده، ونعيشه، وكيف نعطي الناس حقها، فالشخص الذي يشعر بأنه مقُدر.. دائماً سيعطي أكثر مما تتوقع منه.. والناس بالفعل تكتمل بالتقدير، و تتوقف من قلة التقدير ، وهذا هو السبب الرئيسى ، و أي أسباب أخرى هامشية حتى لو كان قد يبدو العكس، إذن أن تقدر أحدهم، فحتى الأنبياء كبشر كان يدور في خلدهم أمور، تحتاج إلى التقدير، حتى يتثبت ثم يعطي ما يطلب منه، أو يتحرك في الاتجاه الصحيح.
فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام، حتى ينتقل من علم اليقين إلى عين اليقين، طلب من ربه جل وعلا: « رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى » (البقرة: 260)، وعندما سأله علام الغيوب: « أَوَلَمْ تُؤْمِنْ »؟ كان تعليله: « بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي »، إذن أراد نبي الله إبراهيم عليه السلام، أن يطمئن قلبه، وهنا هو التقدير، فلم يرفض رب العزة طلبه، وإنما منحه كل التقدير المطلوب.. وهكذا الناس، قد يكنون في دورهم بعض الأمور التي يحتاجونها كنوع من التقدير، فعليك أن تأخذ بالك، وتتحرك على أساسها.
الترغيب في تقدير الناس
القرآن تضمن العديد من الآيات التي تحث المسلمون على احترام وتقدير الناس، كقوله تعالى: «وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً» (البقرة: 83)، وفيما بين المؤمنين أنفسهم كقوله: «وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» (الإسراء: 53)، أو في دعوة الناس إلى الإسلام حتى وهم كفار، يقول تعالى: «ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» (النحل: 125)، إنه الحث على التقدير، وكأن الإسلام الدين الذي جاء ليعطي الإنسان.. كل الإنسان، وليس المسلمون فقط، تقديرهم، حتى لو على دين غير الإسلام.. لأنه بالكلمة الطيبة انتشر، وبالرغبة في إظهار احترام الناس ينتشر أكثر وأكثر.. لذا ترى المولى عز وجل يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهو خير البشر: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ» (آل عمران: 159)، إذن الحل في التقدير، وليس في أمر آخر، فهلا عدنا إلى ما دعانا إليه ديننا الحنيف!.
اقرأ أيضا:
"قول معروف خير من صدقة يتبعها أذى".. حتى لا تبطل صدقتكلا تحقرن أحدًا مهما كان
إذن عزيزي المسلم، لا تحقرن أحدًا مهما كان، فهذه امرأة سوداء كانت تقم المسجد وتنظفه فلما توفهاا الله دفنها الصحابة بعد الصلاة عليها، ولم يعلمو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعلم رسول الله بعد ذلك بموتها، فيقول لهم: «أفلا كنتم آذنتموني؟»، فكأنهم صغروا أمرها، فقال لهم : «دلوني على قبرها»، فدلوه، فصلى عليها، ثم قال: «إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله تعالى، ينورها لهم بصلاتي عليهم».. انظر كيف كان رسول الله وكيف أصبحنا للأسف؟.