أخبار

هل يجوز أن أصوم عاشوراء فقط دون صيام يوم قبله (تاسوعاء) أو يوم بعده؟

كيف تؤثر الحرارة الشديدة على جسمك؟.. لا تتجاهل هذه الأعراض تمامًا

من التعرق إلى تورم الكاحلين.. 11 علامة مفاجئة تشير إلى أن قلبك في خطر

"قول معروف خير من صدقة يتبعها أذى".. حتى لا تبطل صدقتك

قصة عجيبة مع دعاء "ربي لا تذرني فردًا وأنت خير الوراثين".. تعرف عليها

بالأدلة من القرآن.. "الشعراوي" يرد على منكري حد الرجم للمحصنين

المنذر بن عمرو .. صحابي لقب بـ"المُعْنِقُ للموت" وروى حديث واحد

هل أنت عادل في مشاعرك أمام أصحاب الحقوق عليك؟.. أجب ثم الزم هذه العبادة

لا تحملها مالا تطيق.. حقوق النفس التي تستمر بها الحياة

الاستغفار ليس مجرد كلمة.. لكنه منهج حياة.. هذه أهم صيغه

نماذج من الفطنة تكشف لك الطريق في اكتشاف مكر الغير

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 16 فبراير 2021 - 11:42 ص

الفطنة موهبة من الله يهبها الله من يشاء من عباده، فينير بصيرته، ويُفَهِّمه ما لا يفهم غيره، فتراه قويَّ الملاحظة، سريع الفهم، وقد تكون الفِطْنَة مكتسبة تتحصَّل للمرء باجتهاده، وكثرة تجاربه وخبرته، ومعاشرته لأهل العلم والذَّكاء والفِطْنَة والاستفادة منهم ومن تجاربهم، فيتولَّد عنده من الذَّكاء والفِطْنَة ومعرفة الأمور ما لم يكن لديه.

والفطنة من الأمور التي يجب أن يتحلى بها المسلم، لأن الفطنة حدة البصيرة في بذل الأمور، فهي تدلُّ العبد على حكم الله وسننه الشَّرعية والكونيَّة، فتبصِّره بها، كما أنَّها تدعوه إلى التَّفكر في آلاء الله، فيزداد خشوعًا لله وتعظيمًا له، وإيمانًا ويقينًا به، كما أنها من أسباب السلامة والخروج من المآزق، وفهم مكر الأخرين وخديعتهم نحوك، لذلك هي من أسباب النجاة.

 

قصص من الفطنة


ورد عن علقمة بن وائل حدَّثه؛ أنَّ أباه حدَّثه، قال : (إنِّي لقاعد مع النَّبي صلى الله عليه وسلم، إذ جاء رجل يقود آخر بِنِسْعَةٍ، فقال : يا رسول الله، هذا قتل أخي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقتلته ؟ فقال : إنَّه لو لم يعترف أقمت عليه البيِّنة،قال : نعم، قتلته،قال : كيف قتلته ؟ قال : كنت أنا وهو نختبط من شجرة، فسبَّني فأغضبني، فضربته بالفأس على قرنه فقتلته، فقال له النَّبي صلى الله عليه وسلم : هل لك من شيء تؤدِّيه عن نفسك ؟ قال : ما لي مال إلا كسائي وفأسي، قال : فترى قومك يشترونك ؟ قال : أنا أهون على قومي من ذاك ، فرمى إليه بِنِسْعَةٍ، وقال : دونك صاحبك، فانطلق به الرَّجل، فلما ولَّى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنْ قتله فهو مثله، فرجع فقال : يا رسول الله، إنَّه بلغني أنَّك قلت : إنْ قتله فهو مثله، وأخذته بأمرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما تريد أن يبوء بإثمك وإثم صاحبك، قال : يا نبي الله، - لعلَّه قال - بلى. قال : فإنَّ ذاك كذاك. قال: فرمى بنِسْعَته، وخلَّى سبيله) [رواه مسلم] .

 

- قال ابن عبَّاس : (لما شبَّ إسماعيل، تزوَّج امرأة من جُرْهم، فجاء إبراهيم فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته، فقالت : خرج يبتغي لنا، ثمَّ سألها عن عَيْشهم، فقالت: نحن بِشَرٍّ، في ضيق وشدَّ، وشكت إليه. فقال : فإذا جاء زوجك فاقرئي - عليه السَّلام - وقولي له يغير عتبة بابه، فلما جاء فأخبرته، قال : ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك) [رواه البخارى بنحوه] .

 - قال الله - تعالي - : " وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ " [الأنبياء: 78-81] .

- عن ابن مسعود في قوله : " وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ " قال : كَرْمٌ قد أنبتت عَنَاقيده، فأفسدته، قال : فقضى داود بالغنم لصاحب الكَرْم، فقال سليمان : غير هذا يا نبي الله ! قال : وما ذاك ؟ قال : تَدْفَع الكَرْم إلى صاحب الغنم، فيقوم عليه حتى يعود كما كان، وتدفع الغنم إلى صاحب الكَرْم، فيصيب منها، حتى إذا كان الكَرْم كما كان، دفعت الكَرْم إلى صاحبه، ودفعت الغنم إلى صاحبها، فذلك قوله : " فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ " [تفسير ابن كثير] .

- قَرَأَ الحسن : (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاًّ آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا فحَمَد سليمان، ولم يَلُم داود، ولولا ما ذكر الله من أمر هذين، لرأيت أنَّ القضاة هلكوا، فإنَّه أثنى على هذا بعلمه، وعذر هذا باجتهاده) [رواه البخارى] .

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : ((بينما امرأتان معهما ابناهما، جاء الذِّئب، فذهب بابن إحداهما، فقالت هذه لصاحبتها : إنَّما ذهب بابنك أنت، وقالت الأخرى : إنَّما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السَّلام فأخبرتاه، فقال : ائتوني بالسِّكِّين أشقُّه بينكما، فقالت الصُّغرى : لا، يرحمك الله هو ابنها، فقضى به للصُّغرى)) [رواه البخارى ومسلم] .

قال ابن الجوزي : (أمَّا داود عليه السَّلام فرأى استواءهما في اليد، فقدم الكبرى لأجل السِّنِّ، وأما سليمان عليه السَّلام فرأى الأمر محتملًا، فاستنبط، فأَحْسَن، فكان أَحَدَّ فِطْنَةً من داود، وكلاهما حَكَم بالاجتهاد، لأنَّه لو كان داود حكم بالنَّص، لم يسع سليمان أن يحكم بخلافه، ولو كان ما حَكَم به نصًّا، لم يَخْفَ على داود .


وهذا الحديث يدل على أنَّ الفِطْنَة والفهم موهبة لا بمقدار السِّنِّ) .

اقرأ أيضا:

"قول معروف خير من صدقة يتبعها أذى".. حتى لا تبطل صدقتك

- غضب المأمون على طاهر بن عبد الله، فأراد طاهرٌ أن يقصده، فورد كتابٌ له من صديقٍ له ليس فيه إلا السلام، وفي حاشيته يا موسى، فجعل يتأمَّله ولا يعلم معنى ذلك، وكانت له جارية فطنةٌ، فقالت: إنه يقول: {يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} [القصص: 20]. فتثبط عن قصد المأمون.

 - انفرد الحجاج يومًا عن عسكرهِ، فلقي أعرابيًّا، فقال له: كيف الحجَّاج؟

قال: ظالمٌ غاشم. قال: فهلاَّ شكوتموه إلى عبد الملك.

قال: هو أظلم وأغشم. فأحاط به العسكر، قال: أركبوا البدوي. فلما ركب سأل عنه، فقيل له: هذا الحجَّاج. فركض خلفه وقال: يا حجَّاج.

قال: ما لك؟ قال: السرُّ الذي بيني وبينك لا يطَّلع عليه أحد. فضحك منه وأطلقه.

 -وقف المهديُّ على عجوزٍ من العرب، فقال: ممَّن أنتِ؟

قالت: من طيِّئ.

قال: ما منع طيِّئًا أن يكون فيهم مثل حاتم؟

فقالت: الذي منع الملوك أن يكون فيهم مثلك. فعجب من جوابها ووصلها.

 



الكلمات المفتاحية

قصص من الفطنة اكتشاف مكر الغير نور البصيرة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled الفطنة موهبة من الله يهبها الله من يشاء من عباده، فينير بصيرته، ويُفَهِّمه ما لا يفهم غيره، فتراه قويَّ الملاحظة، سريع الفهم، وقد تكون الفِطْنَة مكتسب