أخبار

فرض غرامة على المشتري الذي يتأخر فى السداد.. هل يجوز؟

فكرة رائعة اعملها قبل الفجر بـ20 دقيقة هتغير حياتك كلها .. جرب ولن تندم

علماء يبتكرون رقعة جلدية لقياس ضغط الدم

هل الزواج بأحد قدر مكتوب أم قرار واختيار من الإنسان؟

تحذير من "عواقب صحية خطيرة" لمن يتناولون الطعام بعد هذا التوقيت

الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأة

الذكر يريح القلب ويبعث الطمأنينة .. تعالوا نذكر الله بهذه الطريقة

كيف تدير مشكلة طرفها امرأة.. هكذا كان يفعل النبي؟!

كيف تزجر النفس عن المعاصي؟

تريد أن تحقق الطمأنينة والسلام النفسي في حياتك؟.. عيش بهذا الذكر وردده من قلبك

رصاصة طائشة ضحيتها ألف نفس.. أسهل ما تقتل به إخوانك في زمن كورونا

بقلم | أنس محمد | الاثنين 22 فبراير 2021 - 12:00 م

جعل الله سبحانه وتعالى للمسلم حرمةً وقدرًا، ولجنابه احترامًا وحماية، لذلك أشد ما حذر منه الإسلام فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أذى المسلم لأخيه المسلم، فورد عن عبدالله بن عَمْرٍو عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لَزوال الدُّنيا أهوَنُ عند الله مِن قتل رجلٍ مسلمٍ)).

وجاءت الشريعةُ بالآداب والتَّوجيهات والأحكام والحدود التي تعظِّم الحرمات، وتحمي جناب المسلم أن يُمَسَّ بأدنى أذًى حتَّى ولو كان في مشاعره وأحاسيسه، والأخوَّة في الإسلام تستوجب الإحسان، وتنفي الأذى مهما كانت صوره وأشكاله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10].

ومع ذلك فقد تهاون الناس في دماء بعضهم بعضا، فبخلاف ما يحدث من تقاتل بين المسلمين وبعضهم بعضا، فقد انتشر آذاهم بشكل استسهل فيه الرجل أن يقتل أخاه الذي يحبه بإهماله، وأكثر ما يعبر عن هذا في الوقت الحالي علم الرجل إصابته بفيروس كوورنا، وخطورة هذا الفيروس على حياة أسرته وأبنائه وإخوانه، ومع ذلك يخرج الرجل لعمله ويختلط بالناس في الشوارع والطرقات، غير مكترث بما يفعله من إمكانية نقل الفيروس منه لمئات بل آلاف المؤمنين في العمل وفي الشارع وفي المنزل ولأقاربه ولأصحابه.

حتى أننا أصبحنا نشاهد على صفحات التواصل الاجتماعي يوميا مئات من حالات الوفيات بفيروس كورونا بين الصغار والكبار نتيجة إصابتهم من معدومي الضمير الذين يخرجون برصاصهم لقتل إخوانهم، غير مهتمين بحرمة الدماء وحرمة أرواح المسلمين التي قال عنها النبي فيماجاء في الحديث القدس تبليغا عن ربنا عز وجل: " لأن تهدم الكعبة أحب عند الله من إراقة دم امرئ مسلم".

ولكن مع هذا لا يعبأ أكثرنا بحرمة الدماء وحرمة أرواح الناس، فلا ينتظر أكثرنا حتى يشفى من فيروس كورونا، بل ربما يكتب له النجاة بظهور أعراض خفيفة غير مؤثرة عليه من خلال إصابته بالفيروس، ورغم علمه بهذه الإصابة، ولطف الله به، وبدلا من أن يشكر الله عز وجل على لطفه به، خرج ليؤذي عباده، فتكون النتيجة هي فقدان المئات من عامة المسلمين، كل يوم وليلة، وقد يكون من بينهم إخوانه وأبنائه أبائه وأقاربه وأصحابه.

وجاء عن أَنَسٍ - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا يؤمن أحدُكم حتَّى يحِبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه))، بل كانت حجَّة الوداع إعلانًا لحقوق المسلم، وإشهارًا لمبدأ كرامته، وتعظيم حرمته وقدره عند الله، وتحريم أذيَّتِه بأيِّ وجهٍ من الوجوه في ميثاقٍ تاريخي نُودِيَ به في أعظم محفل.

فانتهاك هذه الحرمة التي عظَّمَها الله، والتعدِّي على المسلمين بأذيتهم لَمِن أعظم الذُّنوب والآثام، وقد قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]، ويَعْظُم الإثم إذا كانت الأذيَّة للصالحين والأخيار، وأشد لو كانت الأذيَّة للعلماء والناصحين.

وعن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رسول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إِنَّ اللهَ قال: مَن عَادَى لي وَلِيًّا فَقد آذَنتُه بِالحَرْب))[4]، فمن المخذول الذي يتصدَّى لحرب الله، وقد قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾ [الحج: 38]؟ وعلى قدر إيمانِ العبد؛ يكون دفاعُ الله تعالى عنه، وإذا ارتقى العبدُ في الإيمان إلى مقام الولاية، تأذَّن الله بالحرب لمن عاداه، وقد يكون المسلمُ الضعيف المغمور وليًّا، وأنت لا تدري، فاحذر من أذيَّة من تولَّى الله الدفاعَ عنهم؛ قال ابنُ كثير - رحمه الله -: "وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا ﴾ [الأحزاب: 58]؛ أيْ: ينسبون إليهم ما هم بُرآء منه لَم يعملوه ولَم يفعلوه"، ﴿ فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]، وهذا هو البهت البيِّن أن يحكي أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لَم يفعلوه على سبيل العيب والتنقُّص لهم.

بل وصل الأمر إلى الجزاء بالجنَّة لِمن أزال شوكةً عن طريق المسلمين؛ عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مرَّ رجلٌ بغصن شجرةٍ على ظهر طريقٍ، فقال: والله لأُنَحِّيَنَّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأُدخِلَ الجنَّة))، فانظروا ثواب من كفَّ عن المسلمين الأذى وإن كان يسيرًا، أو لَم يتسبب فيه، فما بالك بعقاب من ينشر الأذى بين الناس ويتسبب في قتلهم.

قال الإمام ابنُ حجر - رحمه الله -: "فيقتضي حَصْر المسلم فيمن سلِم المسلمون من لسانه ويده، والمراد بذلك المسلم الكامل الإسلام الواجب؛ إذْ سلامة المسلمين من لسان العبد ويده واجبةٌ، وأذى المسلم حرامٌ باللِّسان واليد، وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ - رضي الله عنه - عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((إيَّاكم والجلوس على الطُّرقات))، فقالوا: ما لنا بدٌّ، إنَّما هي مجالسنا نتحدَّث فيها قال: ((فإذا أبيتم إلاَّ المجالس فأعطوا الطَّريق حقَّها))، قالوا: وما حقُّ الطَّريق؟ قال: ((غضُّ البصر وكفُّ الأذى وردُّ السَّلام، وأمرٌ بالمعروف، ونهيٌ عن المنكر))؛ متفق عليه.

 


فمن صور أذيَّة المسلمين مضايقتهم في طرقاتهم وأماكنِهم العامَّة، ورَمْي النفايات فيها بلا مبالاة ولا احترام، ورفع أصوات الأغاني في السيَّارات كما يفعله بعض الشباب أصلحَهم الله؛ عن أبي هريرة أنَّ رسول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((اتَّقُوا اللاَّعِنَيْنِ)) قالوا: وما اللاَّعِنانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قال: ((الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ الناس أو ظِلِّهِمْ)).

أشخاص ساديون

فقد يبدو إلحاقك الأذى أو الألم بشخص آخر مسالم لا يستطيع أن يرد لك الصاع صاعين، قسوة لا تطاق، لكن اللافت أن ذلك الأمر يحدث بشكل يفوق ما يمكن أن تتصور.

فلماذا يتعامل البعض بقسوة مع الآخرين ممن لا يشكلون تهديدا لهم، بما يشمل في بعض الأحيان أطفالهم هم أنفسهم؟ وما هو مصدر هذا السلوك، ولأي غرض يُمارس؟.

وقد يُقْدِم البشر على الأذى، إما لجلب المتعة لأنفسهم عن طريق التعامل مع هذه القضية الخطيرة على أنها مزحة أو خفة ظل، فيسخر من قولك حال ذكرته بحرمة ما يؤذي به غيره، ومن المعروف، أن إيذاءنا للآخرين، يدفع معظمنا للشعور بالألم، وهو إحساس لا يروق لنا. ويوحي ذلك، بأن هناك سببين، قد يدفعان البشر، لإيذاء من لم يلحقوا بهم ضررا؛ إما أنهم لا يشعرون بآلام الآخرين، أو كونهم يستمتعون بذلك!.

ويمكننا تعريف الشخص المؤذي بأنه شخص سادي، يستمتع بإيذاء الآخرين أو إذلالهم، ويشعر - أكثر من أي شخص آخر - بما يحسون به من آلام جراء ذلك.

ومع أنه يُربط في الخيال الشعبي بين من يتصفون بالسادية ومن يمارسون التعذيب ويرتكبون جرائم القتل، فإن هناك نمطا أقل تطرفا من السادية، يشيع على نحو أكبر، ويُطلق عليه اسم "السادية التي تُمارس بشكل يومي" وهم المهملين الذين نتناولهم في هذا التقرير ويقومون بنشر فيروس كوورنا ولا يكترثون بما يفعلون.

أما إذا انتقلنا إلى المضطربين نفسيا، أو من يُعرفون بـ "السايكوباتيين"، فسنجد أنهم لا يؤذون الأشخاص الآخرين المسالمين لمجرد استمتاعهم بذلك، رغم أن ذلك يشكل سببا محتملا، ولكن لأنهم يريدون تحقيق هدف ما، من وراء تصرفات من هذا القبيل.

ويتسنى لهؤلاء "السايكوباتيين" التصرف على هذه الشاكلة، لأنهم أقل عرضة للإحساس بمشاعر مثل الخوف أو الندم أو الشفقة. ومع أن بمقدور أولئك الأشخاص، تحديد مدى الألم الذي يكابده الآخرون بسبب تصرفاتهم، فإن ذلك لا يؤدي إلى تأثرهم بهذه المعاناة بأي شكل من الأشكال، ما يعني أنهم "يتمتعون" بـ "مجموعة خطرة من المهارات".

إنَّ أذية المؤمن ظلمٌ، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، والصَّبر على أذى الخلق أفضلُ من الدعاء عليهم؛ ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ [النحل: 126]، وإن من الأذى ما لا تُكفِّره الصَّلاة، ولا الصدقة، ولا الصوم، بل لا يُغفَر للظالِم حتى يَغفر له المظلوم، وهيهات أن يعفو المظلومُ يوم تتطاير الصُّحف وتعزُّ الحسنات.

فعن أبي هريرة أنَّ رسول اللهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أتَدْرون ما المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا دِرْهم له ولا متاع، فقال: ((إنَّ المفلس مِن أُمَّتِي يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكلَ مال هذا، وسفكَ دمَ هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإنْ فَنِيَت حسناتُه قبل أن يقضى ما عليه أُخِذ من خطاياهم، فطُرِحَت عليه، ثُمَّ طرح في النَّار))، ويَعْظُم الإيذاء، ويتَضاعف الإثم، وتشتدُّ العقوبة كلَّما عظمَتْ حُرمة الشخص أو الزمان أو المكان أو المناسبة.

اقرأ أيضا:

الذكر يريح القلب ويبعث الطمأنينة .. تعالوا نذكر الله بهذه الطريقة

الكلمات المفتاحية

كورونا الإهمال قتلالغير قتل النفس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled جعل الله سبحانه وتعالى للمسلم حرمةً وقدرًا، ولجنابه احترامًا وحماية، لذلك أشد ما حذر منه الإسلام فيماورد عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أذى المسلم لأخ