عزيزي المسلم، اسأل نفسك: ماذا تركت حتى يعوضك الله عز وجل؟.. واجه نفسك بهذه الحقيقة: (الذنوب التي وقعت فيها ، متى ستبعد عنها حتى يعوضك الله عنها خير؟ .. أيضًا كيف سيرزقني الله عز وجل ما أريده، وأنا لا أحفظ كتابه الكريم، ربما أحفظ الأغاني ولا أحفظ آية من القرآن الكريم.. ألم يحنِ الوقت لكي ترتدي الفتيات الزي الشرعي، وأن يمتنع الشباب عن معاكسة الفتيات.. وهل بالفعل أنت تسعى لتغيير نفسك، وهل تقترب منه سبحانه حتى تستحق أن ينجيك مما أنت فيه، ويرفع عنك غضبه سبحانه.. أم أنك تدعو الله عز وجل وتغضب لتأخير الإجابة، ثم لا تقدم ما يقربك من الله أو يجعله يرضى عنك).. ألم تعلم عزيزي المسلم قوله تعالى: «قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ».. إياك أن تمر من أمام هذا الكلام دون موعظة ووقفة جديدة لك.. فالحياة ليست بالطويلة، وقد تندم على كل لحظة مرت دون أن تقترب فيها من الله عز وجل.

كيفية البعد عن الذنوب

لكن هنا يأتي السؤال المهم، كيف يستطيع الإنسان البعد عن الذنوب، ويستخدم أخطائه كبداية جديدة، لعهد جديد له مع الله عز وجل؟.. الإجابة ببساطة، أن تتوب عما فعلت وتندم عليه، ثم تبتعد عن الكبائر ما قرب إليها من قول أو فعل، قال الله تعالى: « إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيما » (النساء: 31)، ولتكن على يقين تام أن النجاة يوم الدين مترتبة على سلامة الروح لا على سلامة البدن، أي أن تنقي روحك من كل الموبقات والشهوات، وتلجأ إلى الله بقلبك وروحك، وأنت موقن في رجمة الله عز وجل بك، قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم » (الشعراء: 88-89)، فعلى الإنسان أن ينتبه إذا عصى ربه ألا يزيد فوق ذلك جرما بالإعراض عن الله وطاعته، قال تعالى: « إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُون » (الأعراف: 201).

اقرأ أيضا:

قلب المؤمن بين الرجاء والخوف .. أيهما يجب أن تكون له الغلبة ليفوز برضا الله وقبول عمله؟

المنهج النبوي

أيضًا لكي تنجو من الوقوع في براثن الشيطان، عليك أن تنهج المنهج النبوي في حياتك، فكيف يكون نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وهو خير البشر، ولا يكون قدوتك، فعن سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «ما من عبد يذنب ذنباً، فيتوضأ فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله بذلك الذنب إلا غفر الله له».. فقط تعلم والزم والله نسأل أن يجنبنا الوقوع في أي ذنب أو خطأ.