أخبار

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

حكايات مؤثرة.. كيف تعامل الملوك مع من أظهروا الوفاء لخصومهم؟

سيدنا يحي بن زكريا ..لماذا كان معصوما من الذنوب ؟ولهذا اختلف الفقهاء في سبب تسميته

ما هو حكم إجراء الصائم الحقنة الشرجية أثناء الصيام؟.. "الإفتاء" تجيب

عمرو خالد يكشف: حكم رائعة وفوائد عظيمة لسورة "الكهف" يوم الجمعة

يوم الجمعة هدية ربانية.. احرص فيه على هذه الأمور

يوم الجمعة يوم النفحات والفيوضات الربانية .. تعرف على خصائصه وفضائله

الصلاة على النبي يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها.. اغتنمها

فيه ساعة إجابة: أفضل أدعية يوم الجمعة المستحبة والمستجابة.. اغتنمها

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

"إنك ميت وإنهم ميتون".. الموت هو الحقيقة المؤكدة.. هل فكرت واستعددت له؟

بقلم | أنس محمد | الاحد 28 فبراير 2021 - 11:53 ص


مع انتشار وباء "كورونا"، نستيقظ يوميًا على عشرات الأخبار التي تعلن عن وفاة المئات من أصدقائنا وأهلينا، إما للإصابة بهذا الفيروس (كورونا) أومضاعفاته، أو لأي سبب أخر، حتى أن مواقع السوشيال ميديا مثل "فيس بوك" وغيرها، تحولت إلى صفحات وفيات، نقوم فيها بتقديم واجب العزاء يوميا، حتى أنه أصبح روتينًا يوميًا، يصيبنا بالفزع، ويزيد من خوفنا تجاه الموت، الذي لا يترك أحدًا في هذه الأثناء على وجه الخصوص بعد فقدان الكثير من أحبابنا. فمما لاشك أن الموت مزعج حين يُذكر الإنسان بصورته الفانية، وبحتمية المصير الذي تحمله إليه خُطاه مهما تعددت وطالت.

لكن مع مصيبة الموت، والخوف من أن يمر علينا كما مر على أصحابنا، يستهين الكثير من الناس بهذه الحقيقة الوحيدة في الحياة الدنيا، بل أصبح الناس لا يكترثون بجلال الموت ولا يهابونه كما ينبغي أن يكون، ولا يتفكرون فيه، ورغم اعترافنا بأن الموت حقيقة ناصعة، ويقين يتجدد باستمرار كلما شقت جنازة بسكونها المهيب صخبَ الحياة وروتين العيش؛ إلا أننا لا نكف عن تجاهل الموت ونسيانه، والإصرار على أن يظل حضوره اليومي تعبيرا جارفا عن حب الدنيا وطول الأمل .

قبل أن تحل عليك المصيبة


وصف والقرآن الكريم الموت بالمصيبة، والحدث المباغت، والزائر الذي لا مفر من ملاقاته ولو خلف بروج مشيدة، لذلك حث القرآن على ضرورة التفاعل معه واستحضاره بشكل دائم، لإصلاح النفس وتهذيب القلب.

ووجه النبي للتعايش المستمر مع الموت، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( أكثروا ذكر هاذم اللذات))، وجوابه على السائل :أي المؤمنين أكيس؟ بالقول:(( أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم لما بعده استعدادا، أولئك الأكياس)).

ومع انتشار وسائل الاتصال والتكنولوجيا، أصبح الإنسان مهموما بالتفكر فيها والاهتمام بتطورها، بشكل يتفوق على كل شيئ، حتى مصيره الحتمي وهو الموت، وزاد الاتساع الهائل لتكنولوجيا الاتصال في تعميق الهوة بين المسلم ومنظومة قيمه، باسم الحداثة أو بذريعة التقارب الإنساني مع الثقافات الأخرى، ليصير الحديث عن الموت متجاوزا وغير مرغوب فيه، لأنه من جهة يفسد خطاب السعادة والاستمتاع بالحياة، ومن جهة أخرى لا يحقق الخوض فيه جدوى أو قيمة أمام عبثية الوجود ذاته .

وسيطر على الإنسان ما تطرحه وسائل الإعلام بكل روافدها من مواد ترفيهية، وإنتاجات مشجعة للثقافة الرخيصة، وتجاهل الموت، بعدما اعتبره أنه نهاية أقرب إلى فكرة العدم كما روج لها بعض فلاسفة الغرب.

وحين تندس تلك الفكرة في خبايا الشعور يتولد عنها قلق دفين يُوهم المرء بأن الموت هوة عميقة وفارغة، وأن مصيره هو التلاشي النهائي الذي يقطع صلاته بكل مظاهر الدفء الإنساني التي عاشها.

ومادام المصير بهذا الرعب وتلك السوداوية فإن شريط حياته ينبغي ألا يحيد عن ثلاثة محاور: الحرص على البقاء، والاستمتاع بالحياة الذي يرادف إطلاق العنان لكل الغرائز، وعبثية الفعل والإعمار والنهوض بواجب الاستخلاف.

وتصف نصوص الكتاب والسنة، بأن الموت ليس مجرد نهاية، ولكن انتقال من حال إلى أخرى، أو كما يصفه الشيخ محمد الغزالي: فاصل خفيف بين وجودين! وإذا كان الله تعالى قد سماه مصيبة في كتابه العزيز فإن الأعظم منه هي الغفلة عنه، و الإعراض عن ذكره، وقلة التفكر فيه، وترك العمل له.

اقرأ أيضا:

يوم الجمعة هدية ربانية.. احرص فيه على هذه الأمور

وتوالت نصوص الكتاب والسنة لتؤكد حقيقة ما بعد الموت، وأن ما ينبغي أن يشغل المسلم ليس الموت باعتباره موضوع تأمل ميتافيزيقي، وإنما الاستعداد له نفسيا بالإكثار من ذكره، وعمليا بالعمل الصالح والتكفير عن الخطايا.

فوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت، والحكمة في ذلك كما يرى المناوي رحمه الله أن تنقشع عن الصدر ظلمة الشهوات ليستنير القلب بنور التوحيد، فيرى الموت عاقبة الأمر، وقاطعا لكل لذة، وحائلا بينه وبين كل أمنية، فينكسر القلب، وتذبل نار الشهوة، ويرضى بأدنى عيشته.

ولذكر الموت فائدة أخرى هي تحرير الإنسان من وهم الخلود الذي يغذيه طول الأمل. ومعلوم أن قصر الأمل من أنفع الأشياء للعبد الفاني، لأنه يورث القناعة، ويُعجل بالتوبة، ويزيد من الإقبال على الطاعة.

كما أن للموت هوله وسكراته، وآلاما يثيرها انقطاع تعلق الروح بالبدن لحكمة يعلمها سبحانه. ورغم ما تثيره تلك اللحظات من رهبة إلا أنها تنطوي أيضا على جرد أولي لثمرات العبادة والعمل الصالح، فيكون ذلك سببا لأن تنشط الهمم وتبذر في الدنيا ما يليق بحرث الآخرة. وهذا المنظور الذي تؤكده آيات الكتاب والأحاديث النبوية كفيل بأن يشطب الصور المرعبة التي تتلقفها عقول الناشئة وقلوبها، فيذبل فيها حِس الآخرة، ويطول حبل التعلق بالدنيا وغرورها.











الكلمات المفتاحية

إنك ميت وإنهم ميتون حقيقة الموت الاستعداد للموت

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled مع انتشار وباء "كورونا"، نستيقظ يوميًا على عشرات الأخبار التي تعلن عن وفاة المئات من أصدقائنا وأهلينا، إما للإصابة بهذا الفيروس (كورونا) أومضاعفاته، أ