بلاءات عديدة، استعاذ منها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وما كان يستعيذ منها، إلا لأمرين: الأول، لأنها بالفعل مصائب لا طاقة لبشر لأن يتحملها، والثانية، حتى نتعلم منه عليه الصلاة والسلام الاستعاذة منها، ومع ذلك ترى كثير من المسلمين لا يعلمون بمثل هذه الأمور البتة.
القرآن الكريم تضمن أيضًا العديد من الآيات التي تعلمنا مما نستعيذ بالله، ومنها قوله تعالى: «وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ » (المؤمنون: 97، 98)، وأيضًا: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»، وأيضًا قوله تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ».. فكم منا لا يمر يومه دون أن يستعيذ بالله عز وجل من كل ما سبق؟.. مؤكد القليل جدًا.
34 بلاءً استعاذ منه النبي:
هناك 34 بلاءً استعاذ منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي اللهم إني أعوذ بك من: «١- العَجْزِ، ٢- والكَسَلِ، ٣- والجُبْنِ، ٤ - والبُخْلِ، ٥ - والهَرَمِ، ٦ - والقَسْوَةِ، ٧- والغَفْلَةِ ٨ - والعَيْلَةِ، ٩ -والذِّلَّةِ، ١٠ - والمَسْكَنَةِ. و الفقر ، ١٢- والكُفْرِ،١٣ - والشِّرْك، ١٤ - والفُسُوقِ، ١٥ - والشِّقاقِ، ١٦ - والنِّفاقِ ، ١٧ - والسُّمْعَةِ، ١٨ - والرِّياءِ.. والصمم ، ٢٠ - والبَكَم، ٢١ - والجُنُون، ٢٢ - والجُذامِ، ٢٣ - والبَرَص ، ٢٤ - وَسَيِّىءِ الأَسْقامِ.. وغلبة الدَين، ٢٦ - وقهر الرجال.. وزوال نِعْمَتِك، ٢٨- و تَحوُّلِ عافِيَتِك، ٢٩- وفُجَاءَةِ نِقْمَتِك ، ٣٠- و جَميعِ سَخَطِك.. وجَهْدِ الْبَلاَءِ ، ٣٢- وَدَرَكِ الشَّقَاءِ ، ٣٣- وَسُوءِ الْقَضَاءِ ، ٣٤- وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ.. فاستعيذوا بالله منها دائماً، وذكروا بها المسلمين.
اقرأ أيضا:
ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟فضل الاستعاذة
بالتأكيد لم يكن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، يستعيذ من هذه الأمور، إلا ليعلمنا أن نسير على خطاه، ولنعي جيدًا فضل هذه الاستعاذات على مسارات حياتنا اليومية، يقول المولى عز وجل يعلم نبيه الأكرم طريقة الاستعاذة وفضلها: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » (الأعرَاف: 199-200)، فالله يريد أن يعلم نبيه صلى الله عليه وسلم، أن هناك عدو لن ينتهي عن صده ورده عن الحق، فما بالنا بنا نحن؟!.. لذلك كرر في آيات أخرى مطالبته له بالاستعاذة، لما لها من فضل عظيم على استقرار حياتنا، قال تعالى: «لاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » (فُصّلَت: 34-36).