النحل والنمل من عجائب الله في التدبير والعمل والنشاط، حيث وردت حكايات وعجائب كثيرة عنهما، خاصة أنهما ذكرا في القرآن الكريم.
وقال عليه الصلاة والسلام: ألا تنظرون إلى صغير من خلق الله كيف أحكم خلقه وأتقن تركيبه، وفلق له السمع والبصر، وسوى له العظم والبشر".. " انظروا إلى النملة في صغر جثتها ولطافة هيئتها لا تكاد تنال بحلظ البصر ولا بمستدرك الفكر كيف دبت على الأرض، وسعت في مناكبها، وطلبت رزقها تنقل الحبة إلى جحرها تجمع في حرها لبردها وفي وردها لصدرها لا يغفل عنها المنان ولا يحرمها الديان".
ومن عجائبها:
1-إذا خافت على حبها أن يعفن أخرجته إلى ظهر الأرض ليجف.
2- قيل: إنها تفلق الحبة نصفين خوفا من أن تنبت، فتفسد إلا الكزبرة، فإنها تفلقها أربعا لأنها من دون الحب ينبت نصفها، وليس كل أرباب الفلاحة يعرف هذا، فسبحان من ألهمها ذلك.
3- تشم رائحة الشيء من بعيد ولو وضعته على أنفك لم تجد له رائحة.
4- وإذا عجزت عن حمل شيء استعانت برفقتها، فيحملونه جميعا إلى باب جحرها.
5- وقيل: إذا انفتح باب قرية النمل، فجعلت فيه زرنيخا أو كبريتا هجرتها.
النحل:
هو حشرة ليس له نظر في العواقب وله معرفة بفصول السنة، وأوقاتها وأوقات المطر، وفي طبعه الطاعة لأميره والانقياد له.
اظهار أخبار متعلقة
من غرائبه:
1-من شأنه في تدبير معاشه أنه يبني له بيتا من الشمع شكلا مسدسا لا يوجد فيه اختلاف كالقطعة الواحدة.
2- إذا طار ارتفع في الهواء وحط على الأماكن النظيفة، وأكل نوار الزهر، والأشياء الحلوة وشرب من الماء الصافي، وأتى، فأخرج ذلك، فأول ما يخرج الشمع ليكون كالوعاء، ثم العسل.
3- يقسم الأعمال، فبعضه يعمل البيوت، وبعضه يعمل الشمع، وبعضه يعمل العسل.
4- في طبعه النظافة فيجعل فضلاته خارج الخلية، وما مات منه أخرجه ورماه.
5- يحب الطرب فيستمع إلى الأصوات اللذيذة.
6- له آفات تقطعه كالظلمة والغيم والريح، والمطر والدخان والنار، وكذلك المؤمن له آفات تقطعه منها ظلمة الغفلة، وغيم الشك، وريح الفتنة، ودخان الحرام ونار الهوى.
فوائد:
قيل: مرض شخص، فقال: ائتوني بماء وعسل، فأتوه بذلك، فخلط الجميع وشربه فشفي.
وقد قيل: إذا خلط العسل الخالص بمسك خالص، واكتحل به نفع من نزول الماء في العين والتلطخ به يقتل القمل، ولعقه علاج لعضة الكلب، والمطبوخ منه نافع للمسموم.
وروي أن شخصا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بطن أخيه، فأمره بشرب العسل، فشربه، ثم جاء ثانيا، فأمره بشربه، ثم جاء في الثالثة، فقال يا رسول الله: إن بطنه لم يزل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عملا، فسقاه الثالثة فشفي» .
حكاية عجيبة:
قيل: إن بعضهم حضر مجلس المنصور، فقال بعض الحاضرين المراد من قوله تعالى: يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس. أهل البيت فإنهم النحل، والشراب القرآن.
فقال له بعض من حضره من اللطفاء: جعل الله طعامك وشرابك ما يخرج من بطون بني هاشم، فضحك الحاضرون عليه، وأبهته.