الله سبحانه وتعالى فضّل بعض الرسل على بعض، وفضّل ، وفضّل بعض الأماكن على بعض، وفضل بعض الأشهر علي الأيام علي بعض وفضّل بعض الأحوال على بعض،
ومن ذلك شهر شعبان الذي خصه الله تعالي بمزايا خاصة نادرا ما يتمتع بها شهر أخر
وزاد رسولنا صلي الله عليه وسلم في الحدديث عن هذا التفضيل بالحديث النبوي "إن لله في أيامكم هذه نفحات فتعرضوا لنفحات الله" والكيّس هو الذي يُقرّب نفسه من ربه وينتهز هذه الأوقات الكريمة ليتقرب إلى الله رب العالمين بالذكر والطاعة والدعاء والتلاوة والقراءة والأدعية والدرس والعلم ونفع الناس "وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".
وكل مسلم وقد دخل شعبان أن يحسن الاستعداد لشهر لرمضان حتى لا يتوه منا ولا يضيع، وحتى نتعرض فيه لنفحات رمضان شهر القرآن، وشهر القرآن فيه نفحات.
وكان الرسول صلي الله عليه وسلم كان يولي شعبان اهتماما ويلفت أنظار جميع الصحابة إليه وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها تقول: "كان رسول الله -ﷺ- يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من سائر الشهور" أي أنه كان يَعُد أيامه ويلتفت إليها ويقول اليوم هو اليوم الأول من شعبان .. الثاني من شعبان .. الثالث من شعبان وهكذا،
اهتمام الرسول بشهر شعبان لم يكن يتكرر في باقي أشهر العام الشهور باستثناء شهر رمضان حيث كان الرسول ينتظر شعبان ويرصده هلاله بشكل خاص ويتقارب معه؛ بل وكان يَعُد أيام شعبان عدّا، ويتحفظ من شعبان أي أنه كان يرصد هلاله وليس كسائر الشهور، فإنه لم يكن دائمًا يرصد أهلة الأشهر، لكنه عندما يأتي شعبان يترصّده ويرصد هلاله حتى يُتم عدته إن غُم عليه صلى الله عليه وآله وسلم هلال رمضان، إذن فهو يلفتنا إلى شعبان ويتحفظ في أيامه.
بل أن الرسول صلي عليه وسلم بحسب منشور للدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف كان يصوم في غير رمضان، وكان أكثر ما يصوم شعبان، حتى إنه كان في بعض السنين يصوم شعبان كله.
بل أن الرسول كان يكثر من تنبيه أمته لقدوم رمضان حيث كان يقول فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" يعني لمن لم يكن له عادة أو كان عليه قضاء، فإذا جاء يوم السادس عشر من شعبان ولم تكن لك عادة في صوم الاثنين والخميس، أو أنك تواصل الصيام فتصوم يومًا وتفطر يوماً ،أو أنك تقضي ما كان عليك من رمضان ،إذا لم تكن كذلك ولا هذه هيئتك وحالتك فلا تصم إذا جاء السادس عشر من شعبان (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا).
اقرأ أيضا:
كيف تستعد لرمضان من رجب؟.. خاب وخسر من لم يستعد لشهر التوبةبل أن الرسول كان ينبه المسلمين كذلك لأهمية وبركة ومكانة شهر شعبان عن الغفلة عن هذا الشهر ، لاسيماأنه في أحد لياليه قد تحولت القبلة وبالاستجابة لتضرع سيدنا رسول الله لربه "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا" عظّم فيه ربُنا نبينا فاستجاب دعاءه،.ومن ثم فقد حث رسولنا صلي الله عليه وسلم أصحابه وتابعيه وأمته علي استغلال شهر شعبان بالأعمال الصالحة وكثرة الطاعات القربات والتصدق والإكثار من أداء صلاة النوافل والاستغفار لله والتوبة عما اقترفته النفس البشرية من معاصٍ، لأن شهر شعبان ترفع فيه الأعمال وبل كان يحب أن يرفع عمله وهو صائم .