روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخُطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط.
فعبادة انتظار الصلاة تقترن بفضل انتظار الفرج، فقد بشر بهذا النبي صلى الله عليه وسلم، وعلاقة انتظار الصلاة بانتظار الفرج، علاقة وثيقة، لا جدال فيها، ويعلم بفضلها المؤمن فهي مجربة، ومؤكدة، فعبادة انتظار الصلاة بها حكمة عظيمة، فهذا الانتظار هو إيواء واستنصار بالمسجد نلتقط فيه الأنفاس بعيدا عن صراع الحياة، ونلجأ خلال هذه الدقائق التي نتنظر بها الصلاة إلى الله فندعوه ونتضرع إليه.
فضل انتظار الصلاة
فكلما انتظرنا الصلاة استطعنا أن نتخلص من الوساوس والاكتئاب، ويزيد إيماننا بالله، ونقبل عليه، ففضل انتظار الصلاة كبير ولاشك أن هناك فرقا كبيرا بين من يحضر قبل الصلاة يذكر الله خلال فترة الانتظار، وبين من يأتي بعدها، فكلما انتظرنا الصلاة مكنّا الملائكة من الاستغفار لنا قال صلى الله عليه وسلم: «فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه. والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث فيه».
اظهار أخبار متعلقة
ومن بين أجر انتظار الصلاة في يوم الجمعة أيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الثالثة، فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر».
فالانتظار فرصة لتعويد النفس على ترك ما تحبه، فقد قال العلماء في سبب حصول أجر في انتظار الصلاة وإن لم يعمل شئ أن النفس تحب الانطلاق فتقييدها يقابله أجر من الله وهو تدريب على تهذيب النفس.
الله يباهي بعباده الملائكة
كما أن الله يباهي بعباده الذين يبكرون للمساجد ملائكته.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:«صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب، فرجع من رجع، وعقب من عقب، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا، قد حفزه النفس، وقد حسر عن ركبتيه، فقال: ” أبشروا، هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء، يباهي بكم الملائكة، يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة، وهم ينتظرون أخرى"ز
وقال النبي صلى لله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ورجل قلبه معلق في المساجد».
ومن أفضل ما تستغل فيه وقت انتظار الصلاة، نقرأ في كتاب الله الكريم، أو أن نسبح أو نستغفر أو نصلي ما كتب لنا.
لذلك فترة الانتظار هي إعادة تأهيل للجسم والعقل والقلب بعدها يعاود المسلم نشاطه في الحياة وسعيه فيها بجد واجتهاد، بعد أن زال عنه الكسل والإعياء والملل يعود إلى الحياة راجيا المزيد من العمل الصالح والحرص على عبادة الله وعمارة الكون.