لاشك أن عموم المسلمين يعلمون جيدًا، ما الذي يقولونه أثناء السجود (سبحان ربي الأعلى)، لكن كثير منهم ربما يفوته أهمية السجود، وأنه اللحظة الأقرب إلى الله عز وجل، ومن ثم عليه أن يستغلها أفضل استغلال، وأن يردد كلمات بسيطة وقليلة جدًا، لكنها في نفس الوقت معبرة ومباشرة جدًا، وبينما يتعمد الكثير من الناس سؤال الله عز وجل من خير الدنيا وهو ساجد، إلا أن الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال في هذا الأمر: «أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد وهو ساجد.. اللهم انى ظلمت نفسى فاغفر لي»، لكن ليعلم الجميع أن للمصلي الحق في أن يدعو في سجوده بما شاء، لقوله صلى الله عليه وسلم: «فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم».

ماذا كان يفعل النبي في السجود؟

أيضًا من يرد أن يتعلم ماذا يقول في السجود، عليه أن يتعلم ماذا كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في سجوده، ومن ذلك:

ما رواه البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي»، وما رواه مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أيضا قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: «سبوح قدوس، رب الملائكة والروح»، وما رواه النسائي من حديث محمد بن مسلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي تطوعاً يقول إذا ركع: «اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وعليك توكلت، أنت ربي، خشع سمعي وبصري ولحمي ودمي ومخي وعصبي لله رب العالمين».

اقرأ أيضا:

كان رسول الله يغضب وكان ينصح بعدم الغضب.. فما تفسير ذلك؟

ما يستحب قوله في السجود؟

اتفق العلماء على أنه على المسلم أن يقول في سجوده: «سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين»، وعلى الجميع الإكثار من الدعاء أثناء السجود لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء»، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء».