الشقة من حق الزوجة.. جدل كبير صاحب هذه العبارة منذ إطلاقها في سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن، واختلافات كبيرة حول جدواها ومفهومها، لكن من لم يختلف عليه اثنين، هو أنه طالما المرأة تعيش في كنف زوجها، على الزوج ألا يخرجها من بيتها.. لأن الله أمره بذلك، بل أنه سبحانه وتعالى وصفت منزل الزوجية ببيتها هي وليس بيته هو.
فﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ أﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺴﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ : «(ﻟﺘﺴﻜﻨﻮﺍ ﺍﻟﻴﻬﺎ ».. نﻌﻢ ... ﺇﻧﻬﺎ ﺑﻴﻮﺕ ﺯﻭﺟﺎﺗﻜﻢ !.. ﻓﻤﻦ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : ﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ العظيمة: « ﻟَﺎ ﺗُﺨْﺮِﺟُﻮﻫُﻦَّ ﻣِﻦْ ﺑُﻴُﻮﺗِﻬِﻦَّ ».. إذن الله يؤكد أنه بيتها، فكيف بك عند أول خلاف تطردها وتظل تردد: هو بيتي - هو بيتي.. وتنسى الأمر الإلهي العجيب والجميل في ذات الوقت!.
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﺮﺟﻞ ؟ !
لكن لماذا نسب الله عز وجل البيت إلى الزوجة رغم أنه بالتأكيد ملك الرجل، وهو الذي اشتراه أو بناه؟، الله عز وجل في الآية السابقة يطيب خاطر المرأة التي لا حول لها ولا قوة، فهي تعيش في كنف زوجها، وإذا تمرد عليها، ربما طردها، أو عاملها بسوء، وهي أمور يرفضها الله عز وجل جملة وتفصيلا، بل أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم يؤكد أنه لا يكرمهن إلا كريم، ولا سيء لهن إلا لئيم.. فترى الله عز وجل في أكثر من آية يطيب خاطر المرأة ويتحدث عن منزل الزوجية باعتباره منزلها هي، لا منزل الزوج، وما ذلك إلا مراعاة لمشاﻋﺮﻫﺎ ﻭﻤﻨﺤﻬﺎ ﻗﺪﺭﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : « ﻭَﺭَﺍﻭَﺩَﺗْﻪُ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻫُﻮَ ﻓِﻲ ﺑَﻴْﺘِﻬَﺎ ﻋَﻦْ ﻧَﻔْﺴِﻪ » ﴿٢٣ ﻳﻮﺳﻒ﴾، وذلك علي الرغم أنه بيت العزيز و لكن نسب البيت إلى امرأه العزيز .
اظهار أخبار متعلقة
بيوت النساء
أيضًا ترى الله عز وجل يخاطب النساء، بقوله ﺗﻌﺎﻟﻰ : « ﻭَﻗَﺮْﻥَ ﻓِﻲ ﺑُﻴُﻮﺗِﻜُﻦَّ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺒَﺮَّﺟْﻦَ ﺗَﺒَﺮُّﺝَ ﺍﻟْﺠَﺎﻫِﻠِﻴَّﺔِﺍﻟْﺄُﻭﻟَﻰٰ » (٣٣ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ )، وقوله أيضًا سبحانه وﺗﻌﺎﻟﻰ : « ﻭَﺍﺫْﻛُﺮْﻥَ ﻣَﺎ ﻳُﺘْﻠَﻰٰ ﻓِﻲ ﺑُﻴُﻮﺗِﻜُﻦَّ ﻣِﻦْ ﺁﻳَﺎﺕِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﺤِﻜْﻤَﺔِ » ﴿٣٤ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ﴾.. فما ﺃﻋﻈﻤﻚ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ !.. ﺃﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﻨﺒﻲ الأكرم ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ؟، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻧُﺴﺒﺖ ﻟﻨﺴﺎﺋﻪ ؟ !.. إنه لعظيم التكريم لنساء النبي بل ولسائر نساء المسلمين في شتى العصور حتى قيام الساعة.
يقول الله عز وجل متحدثًا لنبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم : « ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲُّ ﺇِﺫَﺍ ﻃَﻠَّﻘْﺘُﻢُ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎﺀَ ﻓَﻄَﻠِّﻘُﻮﻫُﻦَّ ﻟِﻌِﺪَّﺗِﻬِﻦَّ ﻭَﺃَﺣْﺼُﻮﺍ ﺍﻟْﻌِﺪَّﺓَ ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺭَﺑَّﻜُﻢْ ﻟَﺎ ﺗُﺨْﺮِﺟُﻮﻫُﻦَّ ﻣِﻦ ﺑُﻴُﻮﺗِﻬِﻦّ » ﴿١ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﴾، فحتى ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺸﺘﺪ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻭﺗﺼﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺮﺟﻌﻲ فهو أيضًا ﺑﻴﺘﻬﺎ !!..
لكن متى يكون البيت ليس ببيت المرأة؟.. حينما تأتي بفاحشة مبينة، هنا يجب طردها، قال تعالى: « ﻭَﺍﻟﻼَّﺗِﻲ ﻳَﺄْﺗِﻴﻦَ ﺍﻟْﻔَﺎﺣِﺸَﺔَ ﻣِﻦ ﻧِّﺴَﺂﺋِﻜُﻢْ ﻓَﺎﺳْﺘَﺸْﻬِﺪُﻭﺍْ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻦَّ ﺃَﺭْﺑَﻌﺔً ﻣِّﻨﻜُﻢْ ﻓَﺈِﻥ ﺷَﻬِﺪُﻭﺍْ ﻓَﺄَﻣْﺴِﻜُﻮﻫُﻦَّ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺒُﻴُﻮﺕِ ﺣَﺘَّﻰَ ﻳَﺘَﻮَﻓَّﺎﻫُﻦَّ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕُ ﺃَﻭْ ﻳَﺠْﻌَﻞَ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻟَﻬُﻦَّ ﺳَﺒِﻴﻼً » ﴿١٥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ).. فعندما تأتي ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻭ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﺪﻭﻝ ﻻ ﻳﻨﺴﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻬﺎ، فاﻵﻥ ﻳﺴﺤﺐ ﺍﻟﺘﻜﺮﻳﻢ !.. إنه الجمال الإلهي الذي يغفل عنه كثير من الناس للأسف.