مرحبًا بك يا عزيزتي..
أولًا من قال أن إحسان التربية يكون بالضرب؟، وثانيًا ما الضمانة أن أولادك عندما يكبرون سيتفهمون ويسامحونك؟، وثالثًا من قال لك أن أهل زوجك سيكفون عن الانتقاد لتربيتك أولادك بضربك لهم؟!
حقيقة الأمر أنه لا توجد ضمانات، ولا أسباب منطقية، ولا نتائج منطقية أيضًا لتصرفاتك يا عزيزتي، ولا طريقة تفكيرك.
سيعاني أبناءك وستتشوه شخصياتهم، ويكبرون مراهقين ثم راشدين لديهم اضطرايات نفسية مؤلمة، وستكونين أنت المسئولة، لما أوقعته بهم من إساءات جسدية ونفسية، هذه حقيقة من الحقائق المضمونة والمؤكدة، وستظلين في معاناة بسبب عدم رضى أهل زوجك لأنك تستمدين قيمتك من هذا الرضى، ولن يرضوا، وستظلين في هذه الحلقة المفرغة المدمرة لك، ولعلاقتك بذاتك، وأولادك، مما سينعكس على حياتك كلها.
هذه هي أبرز الحقائق الناتجة عما تفعلينه!
أنت في حاجة ماسة لتغيير ما بنفسك، ووضع حدود لتدخلات أهل زوجك في حياتك، ومنها تربيتك لأولادك.
لابد أن تتخذي موقفًا قويًا وحاسمًا، وبكل احترام لمنزلتهم التي لا تمنحهم الحق في اختراق الخصوصية، وطلب المساندة من زوجك بالاتفاق على موقف موحد من هذه التدخلات، وسواء ساندك زوجك أو لا، لابد أن تعلمي أن التغيير لا يأتي من الخارج، لا تعولي على تغيير أحد، فهذا ليس باستطاعتك، وركزي على نفسك بتغيير طريقة استجابتك لانتقاداتهم، وتغيير أسلوب تعاملك مع صغارك، وتغيير طريقة تفكيرك في استمداد القيمة والمكانة، فأنت قيمة ومهمة في ذاتك وليس برضى أحد عنك، أرجو أن تصدقي في نفسك، صدقي أنك انسان مهم ولذا خلقه الله، مهم في ذاته، وأنك أم ومن حقك تربية أولادك بطريقة صحية وهو أيضًا حق لأطفالك من قبل ومن بعد حتى ينشأوا بطريقة سوية وصحية، وتكونين بذا قد أديت الأمانة التي سيسألك الله عنها، أمانتك عن نفسك وعن أطفالك.
تحرري يا عزيزتي من سجن نفسك في التماس الرضى من الناس، إلتمسي فقط رضى الله.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها