أن تكون بشوشًا هذا هو الأصل .. الإسلام دين يحث على البشاشة وحسن استقبال الآخرين وذلن اعتبر أن حسن استقبالك للآخرين من كمال دينك وجميل مروءتك.
ولقد رتب الإسلام على حسن استقبال الآخرين ثوابًا عظيمًا فأنت حين تلقى إنساناً فتشعر أنه قد فرح بلقائك؛ فيبتسم في وجهك ويتلطف في معاملتك ويبدو عليه السرور فإنك لا شك تفرح وتأنس، وهذه كلها من المعاني التي يحبها الإسلام من اتباعه.
حسن الاستقبال دون منفعة:
ومن المعاني التي رغب فيها الإسلام ان حسن استقبالك للآخرين يكون خالصا لوجه الله تعالى دون مصلحة ترجوها او منفعة تسعى لها يقول ابن حبان: (البَشَاشَة إدام العلماء، وسجيَّة الحكماء؛ لأنَّ البِشْر يطفئ نار المعاندة، ويحرق هيجان المباغضة، وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي)، وعن هشام بن عروة، عن أبيه قال: (مكتوب في الحكمة: ليكن وجهك بسطًا، وكلمتك طيبة، تكن أحبَّ إلى النَّاس من الذي يعطيهم العطاء).
البشاشة تجلب المحبة:
من الأمور الملموسة في دنيا الناس والتي لا تحتاج إلى دليل أنك إن تبسمت في وجه غيرك وتلطفت له في القول فإن هذا يجعله يبادلك إحساسا إيجابيا ويرضى بالتعاون معك، فصاحب البشر والبشاشة قريب من القلوب حبيب إلى الناس، ينتشر بينهم الثناء عليه ومدحه، قال أبو جعفر المنصور: (إنْ أحببت أنْ يكثر الثَّناء الجميل عليك من النَّاس بغير نائل، فالْقَهُمْ ببِشْر حسن)، من أجل ذلك ندب الشرع إلى البشر والبشاشة التي هي السرور الذي يظهر في الوجه بما يدل على حب اللقاء والفرح بالمقابلة .
ثواب من يحسن استقبال الآخرين:
كثيرة هي النصوص التي وردت في الثواب التي وعد به الرسول من يحسن استقبال الآخرين بالبشاشة والفرح عده من المعروف: "كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق...". الحديث (رواه الترمذي وقال : حسن)،كما قال صلى الله عليه وسلم: "ولا تحقرن شيئاً من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف". (رواه أبو داود ، وصححه الألباني)، وإذا ما أتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - وجدته مستبشراً بشوشاً؛ فعن جرير رضي الله عنه قال: ما حجبني النَّبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي.
بل كان كذلك حتى مع الجفاة الشداد، فذاك رجل أعرابي يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيجبذه بردائه جبذة شديدة تؤثر في عاتقه ، ثم يقول له في غلظة: يا محمد ، مر لي من مال الله الذي عندك ، وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقابل هذه الغلظة والجفاء ببشاشة ورحابة صدر ثم يأمر له بعطاء، وفي الحديث: "إنَّكم لن تَسَعوا الناسَ بأموالِكم، ولكنْ يَسَعُهم منكم بَسْطُ الوَجهِ وحُسنُ الخُلُقِ".
وتتأكد حاجتنا للبشاشة في المواجهة المواقف الصعبة حيث وتزداد الحاجة إلى البشاشة وطلاقة والوجه إذا كان للناس حاجة وطلبوا قضاءها، قال بعض الحكماء: (الْقَ صاحب الحاجة بالبِشْر، فإنْ عدمت شكره، لم تعدم عذره)، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوانى عن خدمة المسلمين وقضاء حوائجهم ببشاشة وسعة صدر، وقد اهتم العلماء والصالحون رحمهم الله بهذا الخلق ورغبوا فيه وكثرت نصائحهم للمسلمين أن يتحلوا به.