أخبار

كل ما يقربك من القرآن.. دعاء الحفظ وأسهل الطرق للوصول

حينما تأتيك المصائب فجأة وتشتد عليك الدنيا.. اقرأ هذه القصة

هل يجوز توكيل الابن البالغ فى طلاق أمه؟

للرجال.. هذه الأشياء تؤثر على خصوبتك وتحرمك من الإنجاب

5 علامات لمرض السكري تظهر عند الذهاب إلى الفراش

الاستغفار ينقي الظاهر والباطن تعرف على ثمراته

أصلي وأسير على منهج الله.. وأدعو ولا يستجيب لي؟ (الشعراوي يكشف السبب)

أفضل ما تدعو به لزوجتك لتيسير الولادة والرزق بطفل معاف

ما هي لغات الأنبياء والرسل؟ وما اللغة التي سيتحدثها أهل الجنة؟

حتى لا تكون مثارًا للشبهات.. موقف للنبي يعلمك الابتعاد عن الريبة والاستبراء للعرض

من الأكثر جمالاً.. سيدنا محمد أم سيدنا يوسف؟

بقلم | أنس محمد | الاحد 28 يناير 2024 - 05:16 ص



سؤال يلح على الكثير من الأذهان حين نذكر سيرة كل من النبيين الكريمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا يوسف عليه السلام، والسؤال هو: " من كان الأجمل في النبيين؟" محمد أم يوسف عليهما السلام.

تجيب المصادر التاريخية والاحاديث النبوية على السؤال، بالرغم من روعة القصة الواردة في جمال يوسف عليه السلام خلال سورة سميت باسمه، حينما يقول الله تعالى عن النساء اللائي قطعن أيديهن من فرط جمال يوسف، وفتنة امرأة العزيز به: "فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) ".

ومع ذلك فقد أثبتت المصادر أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان أكثر جمال من يوسف.. ولكن كيف ذلك؟


وفقا للرواية الواردة في صحيح مسلم فإن سيدنا محمداً في حديثه عن ليلة الإسراء والمعراج قال:” مررت بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن “(فتح الباري لابن حجر-7/250). أما البيهقي فيقول إن رسول الله قال:” عندما رأيت سيدنا يوسف لاحظت أنه رجل أجمل من جميع مخلوقات الله”.

وعند النظر إلى ظاهر هذه الروايات يمكن التوصل إلى أن سيدنا يوسف كان أجمل من سيدنا محمد في الشكل. لكن رسولنا قال في حديث له رواه الترمذي عن أنس:” لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا إِلا حَسَنَ الصَّوْتِ، حَسَنَ الْوَجْهِ، وَكَانَ نَبِيُّكُمْ -صلى الله عليه وسلم-أَحْسَنَهُمْ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُمْ صَوْتًا”.

ومن هذا الحديث يمكن التوصل إلى أن سيدنا محمد كان أجمل من سيدنا يوسف. وتوصل العلماء من خلال هذين الحديثين إلى التالي: أن حديث الرسول بأن سيدنا يوسف هو رجل أجمل من كل مخلوقات الله ساري على جميع الخلق سوى رسولنا الكريم. بمعنى أن الرسول استثنى نفسه أثناء استخدامه هذا التعبير.

وكان سيدنا يوسف عبدا مملوكا عن العزيز وكانت النساء، اللاتي سخرن من حب السيدة زليخا له، يعتقدن أن سيدنا يوسف يبدو في مظهره قبيح كسائر العبيد الآخرين. وعندما ظهر سيدنا يوسف أمامهن قطعن أيديهن لاندهاشهن لوهلة. لأن جمال سيدنا يوسف كان مختلفاً عن صورة العبيد في مخيلتهم. ومن الطبيعي حدوث صدمة كهذه لكون الرسول بشراً حراً وليس عبداً. فأنسى الناس جماله.

 أمام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كان سراجَ الدنيا وضياءها، وبهجةَ الأرض وبهاءها، أحسنَ الناس منظرًا، وأجملَ الخلقِ مظهرًا، وأطهرَ البريةِ مَخْبَرًا.

وصَفَهُ أصحابُه فجاء الوصف مُبْهِرًا؛ فعَنِ سيدِنا الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ -وَكَانَ وَصَّافًا- عَنْ حِلْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ، فَقَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخْمًا مُفَخَّمًا، يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْر» أخرجه الترمذي في الشمائل. ومعنىٰ ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان عَظِيمَ القَدْرِ مُعظَّمًا فِي الصُّدُور والعيون.

وكان سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أحسنَ الناس خَلْقًا؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم أزهرَ اللونِ صافيَهُ، مع إشراقٍ واضحٍ فيه، ليس بالآدم أي: شديد السمرة، ولا بالأبيض الأمهق أي: شدة البياض والبرص، وإنما يخالط بياضَه حمرةٌ؛ فعن سيدِنا أنسٍ رضي الله عنه يَصِفُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَانَ رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالقَصِيرِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ وَلاَ آدَمَ...» أخرجه البخاري، وعَنْ سيدِنا أَبي الطُّفَيْلِ رضي الله عنه قال: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَا بَقِيَ عَلىٰ وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ رَآهُ غَيْرِي». قُلْتُ: صِفْهُ لِي، قَالَ: «كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا» أخرجه مسلم.

 وجه النبي صلى الله عليه وسلم، ورد في الحديث الصحيح الذي خرجه الإمام البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً، وأحسن الناس خلقا -فالخلق غير الخُلق- ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير).


وورد في الحديث الصحيح الذي خرجه الإمام الدارمي والإمام البيهقي عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الأضحيان -يعني: ليلة مقمرة- فأخذت أنظر إلى القمر وأنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوالله لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في عيني أحسن من القمر).

وفي الحديث الصحيح وهو عند الإمام أبي نعيم في دلائل النبوة من حديث الربيع بنت معوذ قيل لها: صفي لنا رسول الله فقالت سيدتنا الربيع بنت معوذ : (لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت: إن الشمس طالعة)

فإن كان الله قد أعطى ليوسف بن يعقوب شطر الحسن -أي: نصف الحسن- فقد أعطى الحسن كله لمحمد صلى الله عليه وسلم.

وقد يقال: إذا كان الله قد أعطى محمداً صلى الله عليه وسلم الحسن كله فلماذا لم تتعرض له امرأة قط؟! بينما يوسف عليه السلام الذي أعطى نصف الحسن قد تعرضت له النساء، بل وقطعن أيديهن انبهاراً بجماله، قال الله تعالى: وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ [يوسف:30-31].

فامرأة العزيز لما سمعت الكلام كثر في وسط المدينة، عملت وليمة للنساء وجمعتهن -من المعلوم أن كيد الشيطان ضعيف، أما كيد المرأة فعظيم: إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ [يوسف:28] أعظم من كيد الشيطان! إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم -ودبرت خطة: بأن أعطتهن ثمرة الأترج والسكاكين ليقطعن الأترج، ثم أمرت سيدنا يوسف بالخروج عليهن، فلما رأينه انبهرن بجماله وقطعن أيديهن ولم يشعرن؛ لشدة ما رأينه من جمال يوسف عليه السلام. فإذا كان هذا حال النساء مع يوسف عليه السلام لأنه أعطي نصف الحسن، فمحمد صلى الله عليه وسلم أعطي الحسن كله، فلماذا لم تتعرض له صلى الله عليه وسلم امرأة ولم تفتن به وقد أعطي الجمال كله؟.

فالجواب: أن الله جل وعلا حينما كسا محمداً بالجمال كسا جمال محمد بالهيبة والجلال والوقار، فما كان أحد يجرؤ على أن يملأ عينيه من نور وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولذلك دخل أعرابي والنبي صلى الله عليه وسلم يتعبد لله جل وعلا فارتعد الأعرابي واصفر لونه، فإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ويقول له: (هون عليك يا أخي! أنا لست ملكاً من الملوك، إنما أنا ابن امرأة من قريش، كانت تأكل القديد في مكة) وهذا هو التواضع، وهو من أعظم أخلاقه صلى الله عليه وسلم. فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أعطى الحسن كله.

كان النبي صلى الله عليه وسلم جميلاً ولكن جماله كساه الله بالجلال والوقار، فصلى الله عليه وسلم.


الكلمات المفتاحية

من الأكثر جمالاً.. سيدنا محمد أم سيدنا يوسف؟ محمد أكثر جمال من يوسف كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled سؤال يلح على الكثير من الأذهان حين نذكر سيرة كل من النبيين الكريمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا يوسف عليه السلام، والسؤال هو: " من كان الأجمل