يختلف الكثير من المسلمين عند سماع آذان المغرب، حول التعجيل بالفطر، أم بالصلاة،، وهل يجوز الفطر بمجرد سماع أول لفظة في الآذان " الله أكبر"، أم يجب الانتظار حتى الانتهاء من الآذان تماما.

ويجيب الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الأذان يجب أن يقع في الوقت فإذا وقع بعضه في الوقت وبعضه خارج الوقت بطل الأذان، مضيفًا أن الفقهاء وضعوا حدًا لذلك وهو الحرف، فلو وقعت الهمزة من لفظ الجلالة خارج الوقت بطل الأذان، ولذلك، يقول جمعة، سمي المؤذن بالمؤتمن لأنه أمين على أن يؤذن في الوقت تمامًا.

وعندما حسب العلماء الأوقات علموا تلامذتهم التمكين، فمثلا إذا كانت المغرب 7:43 واربع ثواني، فيكون الأذان 7:44، فلا يتم التهاون في أي ثوان".

وأوضح جمعة أن هذا الموعد يأتي بعد حسابات دقيقة لجريان الشمس في حركتها الظاهرية شروقًا وغروبًا، "يعني أول ما تسمع المؤذن بيقول الله، ويدوبك قال الهمزة يبقى جاز الأكل وجازت الصلاة".

اظهار أخبار متعلقة

وأكد المفتي السابق أنه ليس هناك داع للانتظار حتى ينتهي المؤذن، ومن ينتظر ينتظر حتى يردد معه الأذان، ولكن رغم ذلك فالصلاة والطعام صحيحان بعد الأذان، وإن كان الأفضل أن يرد المسلم الأذان ثم يصلي ويفطر.

ولكن من الأفضل أن يكسر المسلم صيامه ولو بشق تمرة أو بكوب ماء، ثم يصلي المغرب من باب إحياءسنة تعجيل الفطر.

فتأخير الفطر ليس فيه ثواب ، بل الأفضل والأكمل في الثواب هو تعجيل الفطر بعد غروب الشمس مباشرة .

روى البخاري ومسلم عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ )

وعن أَبي هُرَيْرَة وفيه : ( لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ ) .

قال النووي :

فِيهِ الْحَثّ عَلَى تَعْجِيله بَعْد تَحَقُّقِ غُرُوبِ الشَّمْسِ , وَمَعْنَاهُ لا يَزَال أَمْر الأُمَّة مُنْتَظِمًا وَهُمْ بِخَيْرٍ مَا دَامُوا مُحَافِظِينَ عَلَى هَذِهِ السُّنَّة , وَإِذَا أَخَّرُوهُ كَانَ ذَلِكَ عَلامَة عَلَى فَسَادٍ يَقَعُونَ فِيهِ .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ ) .

وروى مسلم أن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سئلت عن رجل مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وهو عبد الله بن مسعود) يُعَجِّلُ الْمَغْرِبَ وَالإِفْطَارَ ، فَقَالَتْ : هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ .

اظهار أخبار متعلقة

وقد ذكر العلماء عدةَ حِكَم لاستحباب تعجيل الفطر ، فمنها :

1- مخالفة اليهود والنصارى .

2- اتباع السنة وموافقتها .

3- أَنْ لا يُزَادَ فِي النَّهَار مِنْ اللَّيْل .

4- أَنَّهُ أَرْفَقُ بِالصَّائِمِ ، وَأَقْوَى لَهُ عَلَى الْعِبَادَة .

5- ولما فيه من المبادرة إلى تناول ما أحله الله عز وجل ، والله سبحانه وتعالى كريم ، والكريم يحب أن يتمتع الناس بكرمه ، فيحب من عباده أن يبادروا بما أحل الله لهم من حين أن تغرب الشمس .

"وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ مَحَلَّ ذَلِكَ إِذَا تَحَقَّقَ غُرُوبُ الشَّمْس بِالرُّؤْيَةِ أَوْ بِإِخْبَارِ عَدْلَيْنِ , وَكَذَا عَدْلٍ وَاحِد فِي الأَرْجَح" قاله الحافظ .