أخبار

اسم الله "العدل".. كيف تقتدي به لتكون عادلاً مع نفسك ومع الناس؟

مزاح زوجي ثقيل ومزاجه كئيب.. ما الحل؟

مطلقة وابني المراهق أتعبني نفسيًا لأنه "بصباص" كما أعمامه.. كيف أتصرف؟

من أسرار حسن الخاتمة.. كيف تسبق إليها؟

الحق ثمنه غال ولا يباع على الأرصفة.. كيف تقتدي بإبراهيم وتكن من أصحابه؟

هل الزواج في شهر شوال مكروه؟

غزوة حنين ..وقعت في شوال فكانت درس عدم الاغترار بالقوة واليقين في نصر الله

لا تكافئ عبادة رمضان بالمعصية في شوال.. كيف تستمر؟

هل يعاقب المسلم على ترك صيام الست البيض من شوال؟

هل هناك تجارة فاشلة مع الله؟!.. توقف عن هذه الأخطاء فورًا في الصلاة قبل أن تحبط عملك!

الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولى

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 20 ابريل 2021 - 01:58 م


هناك خيطٌ رفيع يفصل ما بين "الكرم" و "السفه"، فالكرم صفة جيدة والسَّفَه سلوك مرذول، فقد نجد في رمضان بعض الولائم التي نخرج فيها عن الدين والعقل، والتقاليد، فقد وصى الإسلام بالكرم وحض عليه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه"، ولكنه مع ذلك نهى عن السفه.

فلا يجوز على سبيل المثال أن تجلس على المقهى، وتقوم بضيافة عدد من الرجال على واقع لعبة "النرد أو الكوتشينة"، مقابل بعض السفه الذي تخسر فيه كل ما في جيبك، من أجل الظهور بمظهر الرجل الكريم، فهذا ليس كرما ولكنهسفها.

فهناك أطفال وأبناء لهم حقوق عليك، وهم اولى من إنفاق مالك في مثل هذا الموقف الذي تظهر فيه على أنك رجل على المقهى وعويل لا تقدر على الإنفاق في البيت.

وقد ترى بعض الناس في رمضان تقوم بإلقاء أكوام هائلة من اللحوم التي تنتصب مثل أهرامات عظيمة على «صواني» الأكل المنثورة طولاً وعرضاً في صالة واسعة! تلك الأكوام من اللحوم تكفي لإطعام حي كامل من أحياء بعض المدن العربية المحتاجة التي يسحقها الفقر المدقع!

وقد زحفت عادات جديدة سيئة للتعبير عن الفرح في حفلات الأعراس وخاصة في صالات النساء حيث تتجلى مظاهر البذخ والتبذير والمبالغة التي تصل حد السفه! والمصيبة هي أن بعض من ينفقون المبالغ الباهظة من المال على هذه المظاهر يقترضون ذلك المال لأنهم لا يملكونه أصلاً، وهم يفعلون ذلك لمجرد التباهي أمام الآخرين بهذه المظاهر الكاذبة التي سرعان ما تنقشع ويجدون أنفسهم أمام جبال من الديون التي يتعين عليهم تسديدها على مدى سنوات!!

هذه معضلة المجتمع الاستهلاكي الذي كان حتى الأمس القريب مجتمعاً يعاني من العوز والفاقة، وعلى العقلاء أن يتبنوا محاربة هذه النزعات الاستهلاكية المجنونة التي صارت تمثل ضغطاً بالغاً، وخاصة على الأسر ذات الدخل المنخفض التي تضطر إلى مجاراة بقية المجتمع في هذا الجنون العام!.

وبالرغم من أن العرب يعرفون بالكرم، ولكنهم لا يعرفون السفه، فقد ضرب الشعر العربي أروع الأمثال في الكرم، حتى أن شاعرا يسمى الحطيئة، تصور قصة في الكرم قال فيها:

وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ      

ببيداءَ لَم يَعرِف بِها ساكِنٌ رَسما

حفاة عراة ما اغتذوا خبز ملة

ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما

رَأى شَبَحاً وَسطَ الظَلامِ فَراعَهُ

فَلَمّا بَدا ضَيفاً تَشمَّرَ وَاِهتَمّا

وَقالَ اِبنُهُ لَمّا رَآهُ بِحَيرَةٍ        

أياأَبَتِ اِذبَحني وَيَسِّر لَهُ طُعما

وَلا تَعتَذِر بِالعُدمِ عَلَّ الَّذي طَرا           

يَظُنُّ لَنا مالاً فَيوسِعُنا ذَمّا

فَبَينا هُما عَنَّت عَلى البُعدِ عانَةٌ

قَدِ اِنتَظَمَت مِن خَلفِ مِسحَلِها نَظما

عِطاشاً تُريدُ الماءَ فَاِنسابَ نَحوَها

عَلى أَنَّهُ مِنها إِلى دَمِها أَظما

فَأَمهَلَها حَتّى تَرَوَّت عِطاشُها

فَأَرسَلَ فيها مِن كِنانَتِهِ سَهما

فَباتَوا كِراماً قَد قَضوا حَقَّ ضَيفِهِم

فَلَم يَغرِموا غُرماً وَقَد غَنِموا غُنما

هذا النص عبارة عن قصة شعرية تخيلها الحطيئة ليصور معاني الكرم ويبعث دوافعه في النفوس من البيت الأول إلى الرابع ويصف حياة الرجل الكريم وعائلته في الصحراء الموحشة وحالة الفقر والبؤس التي يعيشونها ..

يقول الحطيئة عن ذلك الأعرابي أنه رجل خشن العيش لم يذق الطعام منذ ثلاث ليال ، يعيش فقيراً في صحراء لا أثر للعمران فيها ، وهو لخشونته يستوحش من معاشرة الناس ويرى عيش الحرمان في الصحراء نعمة جليلة ..

وقد أسكن في شعب منعزل مع زوجته وحولها أولاده الثلاثة كأنهم صغار الغنم فحم حفاة عراة لا يعرفون الخبز ولا ذاقوا طعم البر ، وفي ليلة مظلمة رأى شبحاً مقبلاً فخاف أول الأمر ولكنه حين عرفه ضيفاً بدأ يستعد وناجى ربه قائلاً : يا رباه هذا ضيف ليس عندنا قرى له فأدعوك بعظمتك ألا تحرمه هذه الليلة من اللحم وهنا أقبل ولده فقال له : يا أبت اذبحني قرى للضيف ولا تعتذر بالفقر فربما ظن ضيفنا أننا ذوو مال فنشر ذمنا في الناس .

فهذا هو الفرق بين أن تهتم بإكرام ضيفك، وبين أن تكون سفيها لا تعمل للنعمة التي أنعم الله بها عليك حسابا فتزول من أمامك.



الكلمات المفتاحية

الكرم السفه الفرق بين الكرم والسفه

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled هناك خيطٌ رفيع يفصل ما بين "الكرم" و "السفه"، فالكرم صفة جيدة والسَّفَه سلوك مرذول، فقد نجد في رمضان بعض الولائم التي نخرج فيها عن الدين والعقل، والتق