مع قدوم شهر رمضان، شهر الخير والبر والإحسان،كثيرًا ما يردد الناس بعض الأحاديث التي ثبت بالتحقيق أنها غير صحيحة.
وإيمانًا منا بدور الحديث الشريف الذي صح عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في تشكيل الوعي الصحيح لدى عموم الأمة، فقد أفردنا هذا الباب في حصر الأحاديث التي صحت نسبتها لرسول الله فيما يخص الشهر الكريم...
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلى في المسجد ذات ليلة في رمضان فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله فلما أصبح قال: «قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم»" (رواه البخاري ومسلم).
الشرح:
وفي حديث الباب من الفوائد - غير ما تقدم - ندب قيام الليل ولا سيما في رمضان جماعة، لأن الخشية المذكورة أمنت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك جمعهم عمر بن الخطاب على أبي بن كعب ، كما سيأتي في الصيام ، إن شاء الله تعالى. وفيه جواز الفرار من قدر الله إلى قدر الله، قاله المهلب، وفيه أن الكبير إذا فعل شيئا خلاف ما اعتاده أتباعه أن يذكر لهم عذره ، وحكمه ، والحكمة فيه ، وفيه ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه من الزهادة في الدنيا، والاكتفاء بما قل منها والشفقة على أمته والرأفة بهم ، وفيه ترك بعض المصالح لخوف المفسدة، وتقديم أهم المصلحتين، وفيه جواز الاقتداء بمن لم ينو الإمامة، كما تقدم، وفيه نظر لأن نفي النية لم ينقل، ولا يطلع عليه بالظن، وفيه ترك الأذان والإقامة للنوافل إذا صليت جماعة. (إسلام ويب)