أعيش قصة حب بريئة منذ فترة طويلة، ونتقابل ولكن بمنتهى الاحترام.. والآن في شهر رمضان نلتقي لتخبرني عن حالها وأخبرها عن حالي، ولا يتعدى الأمر ذلك.. فهل هذا اللقاء وهي لم تعد زوجتي أو خطيبتي بعد، يفسد صيامي؟.. أفيدوني؟ 

الجواب:

بداية.. عزيزي السائل الصيام علاقة في غاية السرية بين العبد وربه، لا يتدخل فيها حتى (رقيب وعتيد)، وهناك حديث عظيم وثابت عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل أنه قال : « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ».. فهذا الحديث فيه فضيلة الصيام وقيمته من بين سائر الأعمال وأن الله اختصه لنفسه من بين أعمال العبد، لذلك علينا جميعًا أن نحاسب جيدًا قبل أن نفعل أي شيء، أو نقول أي كلمة حتى لا نقع في المحظور.

الخوف من الله

علاقتك بحبيبتك بالأساس لها وقفة، وتحتاج منك لإعادة نظر، لأن الحب ليس مقابلات وفقط، إذا كنت تحبها بالفعل فادخل البيوت من أبوابها كما تعاهدنا عليه كمسلمين، لكن بعيدًا عن هذه العلاقة، فإن الصوم علاقة لا تحتاج أبدًا لما يعكر صفوها، خصوصًا أنها ليست بين عبد وعبد، وإنما هي بين عبد ورب، وهذا الرب وحده فقط الذي يجزي عن هذه العلاقة، لأنه وحده الذي يعلمها.. فبدلا من أن تفسدها بأمور غير هامة، قاوم ذلك، وليكن الله عز وجل وحده هو نصب عينيك، تخافه وأنت موقن أنه يراقبك طوال الوقت، فاعمل على رضاه مهما كانت المغريات أو مهما كانت التضحيات.. وعدم لقاءك بحبيبتك لو تركته لله فهو أمر عند الله كبير وعظيم، فهناك قاعدة تقول: «من ترك شيئًا لله عوضه خيرًا منه»، ورغم أنه حديث منسوب للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، إلا أنه ليس ببعيد أن يعوضك الله بالأفضل طالما تركته مخافة الله عز وجل.

اقرأ أيضا:

هل غيبة غير المسلمين محرمة؟

لمس الحبيبة

كل ذلك إذا كان الأمر لا يتعدى مجرد اللقاء، لكن لو تخلل اللقاء أي لمس، فإن الأمر يزيد الأزمة، بل له كفارة عند أغلب العلماء، وتكفرها الصلاة لما في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فذكر له قال فنزل قوله تعالى: «وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ»، قال: فقال الرجل: ألي هذه يا رسول الله؟ قال: لمن عمل بها من أمتي.. وهذا إذا لم ينزل منك مني، أما إذا نزل منك مني فقد فسد صومك ولزمتك التوبة وقضاء ذلك اليوم.. والأمر كله ينتهي بوقف اللقاءات حتى تتقدم لها رسميًا، ويكون الأمر شرعي، وليس فيه خلاف.