نزل الله القرآن الكريم على سيد البشر ففيه نبأ ما قبلنا وحكم ما بيننا وهو دستور الحياة والذي يبه تنتظم حركة الكون ويحيا المسلم حياة كريمة,
فضل تلاوة القرآن:
وما كان لمسلم أن يهجر القرآن سواء تلاوة أو حفظا أو تدبرا بل لابد أن يكون بينه وبين القرآن علاقة متجددة ومتعمقة لأن حبل الله المبين وصراطه المستقيم، ومن يحفظ للقرآن مكانته ويراعي حدوده يوفى أجره من الله تعالى، كما قال الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ" [فاطر:30].
وفي هجر القرآن عقوبة قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (يقول تعالى عن رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم إنه قال: (يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)، وذلك أن المشركين كانوا لا يصغون للقرآن ولا يستمعونه.
القرآن حجة للمسلم يوم القيامة:
ومن فضل الله تعالى على عباده أن جعل القرآن الذي كان رفيقا لهم في الدنيا تلاوة وحفظا وتدبرا وعملا هو الحجة لهم يحج عن صاحبه يوم القيامة؛ وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن ورغب فيها، فقال: (تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه، وعليكم بالزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير، تحاجَّان عن أصحابهما، وعليكم بسورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة) رواه مسلم.
وقد روى أحمد والترمذي: يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
الاجتماع على القرآن ومدارسته:
ولايعني الاهتمام بالقرآن أن تقرأه وحك بل يستحب الاجتماع عليه ومدارسته وفهم معانيه وتجويد تلاوته وبيان أحكامه وفي هذا فضل خاص ففي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) رواه مسلم.
التنافس في تلاوة القرآن:
ولأن تلاوة القرآن لها فضل عظيم فالتنافس فيه مستحب وأن يتمنى المرء أن يفعل مثل من يقرأ ويتلو ويتعلم وهذا معنى الحسد في الحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ)).
وقد بشَّر صلى الله عليه وسلم قارئ القرآن بأنه مع السفرة الكرام البررة فقال: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) متفق عليه.
(تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلُّتاً من الإبل في عقلها) رواه مسلم.
والتالون للكتاب أهل الله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ» . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :«هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ»..