أخبار

الأطباء يدقون ناقوس الخطر للشباب.. 4 علامات تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاء

النوم في هذه الأوقات يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية

قبل ظهور السامري الأول.. لماذا عبد قوم موسى العجل؟

أصحاب الذنوب يخافون من الموعظة ثم يعودون للمعاصي.. ما الحل؟

8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسنات

أنسب وأفضل اختيار.. هكذا تراه بنور البصيرة

النبي يطالب بإسقاط الديون عن أصحابه ويصلح بينهم.. حكايات عجيبة

ضيافة تفوق الخيال.. النبي في بيت أبي أيوب الأنصاري

هل توجد سورة في القرآن لتقوية الذاكرة وعلاج النسيان؟ (الإفتاء تجيب)

استعمال ورق السدر في علاج السحر.. كيف يكون؟

إن الله يتوب على الفاسد ولكنه قد لا يغفر للمفسد.. هذا هو الفرق بينهما؟

بقلم | أنس محمد | السبت 10 اغسطس 2024 - 10:57 ص

نعرف جميعا أن الفاسد ضرره عظيم وهائل ومؤذٍ، ولكن المفسد يخلق البيئة والمناخ السرطاني الخبيث؛ فهو الذي يشرعن المال الخبيث، ويطهر المال غير النظيف، ففي آيات يخبرنا الله عز وجل بأنه عليم بالمفسدين وأخري يذكرنا بأنه لا يحب المفسدين.. وفي مواضع أخري أمر صريح ألا تعثوا في الأرض مفسدين.
فالزاني فاسد والسارق فاسد و النمام فاسد، لكنهم ليسوا بمفسدين.. وهنا يكمن الفارق بين الفاسد والمفسد.. إن الله يتوب علي الفاسد إذا تاب، يقول الله تعالى في سورة البقرة: " إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) ".
أما المفسد.. فكيف يتوب الله عليه وقد فسد من حوله وما حوله.. الأمر صريح بقتل المفسدين، يقول الله تعالىإِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) .. هل هناك عقوبة أقصي من ذلك للمفسدين؟.. الكارثة أن الكثير منا الآن هم المفسدون ولكن لا يشعرون.

المفسد أخطر من الفاسد


فالمشكلة ليست مع الفاسدين، لأنهم منحرفون بأنفسهم، وحسابهم عند الله،ولكن المشكلة هي مع المفسدين الذين يُفسدون الآخرين.
والمفسدون المخربون هم الذين يدعون للفساد وينشرونه ويدافعون عنه وعن الحكام الطغاة السائرون على طريق فرعون، الذي قال الله عنه: "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً"، إلى أن قال: "إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ "[القصص 4] .
والقرآن الكريم يتحدث كثيراً عن (الإفساد في الأرض) وينعى على المفسدين فيها، أو يبغون فيها الفساد أو يعينون عليه، ذلك أن الله - تعالى - خلق الأرض صالحة وأودع فيها البركة الكافية من فوقها: ((قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً، ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين)) [فصلت/ 9، 10].
ولهذا خشيت الملائكة من إفساد الأرض عندما أخبرها الله - سبحانه - بأنه جاعل في الأرض مخلوقات من البشر يخلف بعضهم بعضاً فيها: ((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال إني أعلم مالا تعلمون)) [البقرة/ 30].

مراتب الفساد


والمتأمل في حديث القرآن عن الفساد والفاسدين أو الإفساد والمفسدين، سيجد أن إيقاع الفساد من قبل البشر يأتي على مراتب:
أولها: إفسادهم أنفسهم بالإصرار على المعاصي وما يترتب عليها من مفاسد أخر. فكل معصية إفساد قال - تعالى - عن فرعون: ((آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين)) [يونس/ 91] وكل تولٍ, عن الحق إفساد قال - تعالى -: ((فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين)) [آل عمران/ 63] وكل إعراض عن الإيمان إفساد، قال - تعالى -: ((ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين)) [يونس/ 40].
المرتبة الثانية من الإفساد: ما يلحق بالذرية والأبناء والأتباع في اقتدائهم بالكبار المتبوعين في مساويهم. ولهذا قال نوح - عليه السلام -: ((إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً)) [نوح/ 27].
المرتبة الثالثة: إفساد الدائرة المحيطة بالمفسدين عن طريق بث أخلاق وصفات ودعاوى الفساد، وذلك بالإسراف في المعاصي حتى يتعدى أثرها إلى غير أصحابها، ولهذا قال صالح - عليه السلام - ناهياً قومه عن التأثر بالمفسدين: ((ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون)) [الشعراء/ 152].
المرتبة الرابعة: إفساد الدائرة الأوسع في المجتمعات عن طريق إشاعة الأمراض الاجتماعية المفسدة بواسطة المضلين مثل إثارة فتن الشبهات والشهوات، والوقوف في وجه المصلحين وإحداث العقبات في طرقهم زعماً بأنهم يقفون ضد مصالح الناس. قال - تعالى -: ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)) [البقرة/ 11]. وقال الملأ المضلون من قوم فرعون: ((أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك)) [الأعراف/ 127].
المرتبة الخامسة: الإفساد الناشئ عن فساد الحكام والقادة والزعماء، وهو الفساد الأكبر، لأن الكبراء إذا فسدوا في أنفسهم فإنهم ينشرون الفساد بقوة نفوذهم واستخدام سلطاتهم وقوتهم وقد ذكر القرآن عن بلقيس قولها: ((إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وكذلك يفعلون)) [النمل/ 34].
وكثيراً ما يزعم الطغاة المتكبرون أن المصلحين هم أصحاب الفساد. كما قال فرعون عن موسى - عليه السلام -: ((إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد)) [غافر/ 26].
ومثلما كان فرعون، مفسداً بنفوذه السياسي والعسكري، فقد كان قارون مفسداً بنفوذه المالي الاقتصادي، وقد كان قادراً على استعمال أمواله في الإصلاح في الأرض، ولكنه أبى إلا أن يستعمل نعمة الله في محاربة الله، وقد قال له الناصحون من قومه: ((ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين. قال إنما أوتيته على علم عندي)) [القصص/ 77].
والفساد في بني إسرائيل لم يكن على مستوى الساسة والقادة والزعماء فقط، بل وصل إلى من يفترض أنهم يقفون في وجه الفساد إصلاحاً وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، فقد سكت علماء الضلالة فيهم عن إنكار المنكر. قال - تعالى -: ((وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت، لبئس ما كانوا يفعلون. لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت، لبئس ما كانوا يصنعون)) [المائدة/ 62، 63].
وقد أوصى موسى - عليه السلام - أخاه هارون حين استخلفه بألا يتبع سبل المفسدين: ((وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)) [الأعراف/ 142]. فهما صنفان من الناس مصلح أو مفسد ولا يستويان. قال - تعالى -: ((ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، والله لايحب الفساد)) [البقرة/ 205].
ولا يمكن أن يستوي أهل الإصلاح وأهل الإفساد في الدنيا ولا في الآخرة. قال - تعالى -: ((أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض، أم نجعل المتقين كالفجار)) [ص/ 28].
 إن أثر الفساد والإفساد ليس له حدود لو سارت الأمور على مقتضى أهواء المفسدين، فالكون كله يفسد لو سارت أموره بحسب أهواء أهل الفساد قال - تعالى -: ((ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن)) [المؤمنون/ 71]، ولو لم يقف المصلحون في وجه المفسدين لعم الفساد أرجاء الأرض ولشمل الضلال كل أطرافها، ولكن من رحمة الله أنه يدفع فساد المفسدين بجهاد المصلحين ((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، ولكن الله ذو فضل على العالمين)) [البقرة/ 251].

الكلمات المفتاحية

المفسد أخطر من الفاسد الفرق بين الفاسد والمفسد مراتب الفساد

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled نعرف جميعا أن الفاسد ضرره عظيم وهائل ومؤذٍ، ولكن المفسد يخلق البيئة والمناخ السرطاني الخبيث؛ فهو الذي يشرعن المال الخبيث، ويطهر المال غير النظيف، ففي