يبن د.محمد العجرودي الباحث في الإعجاز العلمي أوجه الإعجاز في قوله تعالى يبَيْنَ قول الله عز وجل : "سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" (فُصّلَت 53) وقوله عز وجل: "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وما ربك بغافلٍ عمّا تعمَلون" (النمل 93) ، وضح الله تبارك وتعالى الأهداف الرئيسة من أن يُريَ البشر من آياته المنظورة:
* هدف رئيس وهو دعوة أهل الباطل للحق حين يروْا بأنفسهم آيات الله العظيمة المتنوعة وهذا في آية سورة فُصّلَت ، ولهذا كان الخطاب في هذه الآية بضمير الغائب (سنريهم، ، وفي أنفسهم ، يتبين لهم ) ..
* وهدف آخر رئيس وهو معرفة هذه الآيات وتعلمها لزيادة الإيمان والخشية في القلوب والحمد لله أن يسر لنا - نحن المؤمنين بالله تعالى- من الآيات ما يزيد الإيمان ويهدينا البرهان الواضح والدليل القاطع حين ندعو غير المؤمنين بالله ، ثم العمل بما أرانا الله من آيات ودلائلها وهذا في آية ختام سورة النمل وهذا للمسلمين الذين يقرؤون القرآن بتدبر ويؤمنون به ، ولهذا كان الخطاب في هذه الآية بضمير المُخَاطَب (سيريكم).
ولهذا لم يكن عجيباً أن يُظهر الله تعالى كثيراً من آياته البينات الواضحات الهاديات لغير أهل الإيمان حتى ينتفع بها من أراد الحق فعلاً دون أن يطمسه عليه الهوى المُضِلّ ، من أول البسطاء الذين لم يتلقوا العلم ولكنهم استعملوا عقولهم كالأعرابي الذي قال: (الأثر يدل على المسير، والبَعْرَة تدل على البعير، فسماء ذات أبراجٍ ، وأرض ٌ ذات فجاج ، وبحارٌ ذات أمواج ، أفلا يدل كل ذلك على اللطيف الخبير؟) .. وحتى أساطين العلماء الذين أبحروا في العلم إبحاراً ونالوا فيه الشهادات والدرجات فلما طوعوا ما علّمهم الله تبارك وتعالى -دون أن يتبعوا هوى النفس المضل- هدى الله عز وجل عقولهم وقلوبهم للحق فآمنوا بعدما تبين لهم الحق من أمثال العالم الفرنسي موريس بوكاي والكندي كيث مور والتايلاندي تاجاتات تاجاسون و فيد بيرسود والأمريكي روبرت كرين وغيرهم .
ولهذا ليس عجيباً أيضاً أن يُظهر الله أيضاً الكثير من هذه الآيات بدلائلها لأهل الإيمان ويُسخَّر منهم رِجالاً ليفقهوا هذه الآيات في الآفاق وفي الأنفس ويطّلعوا على دلالاتها وإعجازها وجوانب قدرة الله سبحانه وتعالى فيها فيستعملهم الله لتجلية هذه الآيات والدلائل للناس كافةً لإبراز قدرة وعظمة الله جل وعلا ، وإقامة الدليل الدامغ والبرهان السابغ على أن هذا القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى وأن من أتى به إلى البشرية – وهو خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم -هو رسول من الله أُرسل لهداية الناس إلى الحق والإيمان.. وهي ثمرة الدعوة إلى الله تعالى بالعلم ..وما يعقلها إلا العالمون.