لا يوجد أحد بدون أصدقاء، لكن لابد لهذه الصداقة والمعاشرة من آداب لكي تستمر، وقد تحدتث كتب الأدب عن آداب المعاشرة ومنها:
1-البشاشة والبشر وحسن الخلق والأدب، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أخلاق النبيين والصديقين البشاشة إذا تراءوا والمصافحة إذا تلاقوا.
وكان القعقاع بن ثور الهذلي إذا جالسه رجل يجعل له نصيبا من ماله ويعينه على حوائجه، ودخل يوما على معاوية، فأمر له بألف دينار وكان هناك رجل قد فسح له في المجلس، فدفعها للذي فسح له.
2- وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لجليسي علي ثلاث: أن أرمقه بطرفي إذا أقبل، وأوسع له إذا جلس، وأصغي له إذا حدث.
3- لكل شيء محل، ومحل العقل مجالسته الناس، ومثل الجليس الحسن كالعطار إن لم يصبك من عطره أصابك من رائحته.. ومثل الجليس السوء، مثل الكبريت إن لم يحرق ثوبك بناره آذاك بدخانه.
4- ووصف المأمون رجلا بحسن المعاشرة، فقال:
إنه يتصرف مع القلوب تصرف السحاب مع الجنوب .
5- أول ما يتعين على الجليس الإنصاف في المجالسة بأن يلحظ بعين الأدب مكانه من مكان جليسه فيكون كل منهما في محله، وقال صلى الله عليه وسلم: ذو العلم والسلطان أحق بشرف المنزل.
6- وفي نوابغ الحكم: أكرم حديث أخيك بإنصاتك وصنه من وصمة التفاتك.
اقرأ أيضا:
عين السرو.. تمتلئ حينما تقترب منها وتجف عندما تبتعد.. فما تفسير ذلك؟آداب ملوكية:
1- من حق الملك إذا تثاءب أو ألقى المروحة من يده أو مد رجليه أو تمطى أو اتكأ أو فعل ما يدل على كسله أن يقوم من بحضرته، وكان أردشير إذا تمطى قام سماره.
2- وقال أبو العباس السفاح: ما رأيت أغزر من فكر أبي بكر الهذلي لم يعد علي حديثا قط.
وقيل إن أبا العباس كان يحدثه يوما إذ عصفت الريح فأرمت طستا من سطح إلى المجلس، فارتاع من حضر ولم يتحرك الهذلي ولم تزل عينه مطابقة لعين السفاح فقال: ما أعجب شأنك يا هذلي، فقال: إن الله يقول: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، وإنما لي قلب واحد، فلما غمره النور بمحادثة أمير المؤمنين لم يكن فيه لحادث مجال، فلو انقلبت الخضراء على الغبراء ما أحسست بها ولا وجمت لها.
فقال السفاح : لئن بقيت لك لأرفعن مكانك، ثم أمر له بمال جزيل وصلة كبيرة.
اقرأ أيضا:
قالوا عن النساء.. ماذا عن الزوجة الأولى والثانية؟