بالتأكيد طوال شهر رمضان، تظل منازلنا عامرة بالملائكة، خصوصًا تلك التي لا يغلق فيها صوت القرآن أبدًا، وبما أن جميعنا يتابع قراءة القرآن في رمضان، فإن بيوتنا تظل عامرة بالملائكة.. فكيف تظل هذه البيوت عامرة بالملائكة بعد رمضان؟..


يقول سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه: «إن البيت ليتسع على أهله وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويكثر خيره أن يقرأ فيه القرآن وإن البيت ليضيق على أهله وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين ويقل خيره أن لا يقرأ فيه القرآن».. إذن هنا الحل الوحيد.. تواصل قراءة القرآن تنزل الملائكة من منزل أهل البيت، أما إذا ابتعد أهل هذا المنزل عن القرآن فكيف ينتظرون الملائكة؟.. بالتأكيد لا يمكن إلا أن تحفه الشياطين.. فطوبى لمن عرف والتزم بالقرآن، وويل لمن حاصر بيته بما يأتي بالشياطين!.

اقرأ أيضا:

مع ارتفاع درجة الحرارة احرص على هذه العبادة الرائعة.. سقي الماء

استشعار الملائكة

حتى تستشعر الملائكة من حولك، أو في بيتك، عليك أن تسأل نفسك، لكم مرة تقرأ القرآن في بيتك يوميًا؟.. أو لكم مرة تستمع للقرآن الكريم في بيتك يوميًا؟.. ألم تعلم بأن البيت الذي فيه قرآن وصفه نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم بالخرب، فعن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ».


أما عن حقيقة وجود الملائكة داخل البيت، فقد جاء عن بعض العلماء أن حضور الملائكة متضمنًا لابتعاد الشياطين كما أن وجود الشياطين دليل على عدم وجود الملائكة، مؤكدين أن حضور الملائكة لا شك في أهميته وفائدته لمن حضروه، فهو دليل على تنزل البركة والرحمة والسكينة، وابتعاد الشياطين، فإذا حضرت الملائكة حضرت معها السكينة حتما، ولم تستطع الشياطين الاقتراب.. ويروى أن نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم أخبر عن نزول السكينة، مع الملائكة، إذن وأنت تقرأ القرآن في بيتك، فكأنك تنادي على الملائكة لتحضر، ليست وحدها وإنما معها السكينة والراحة والقبول والرضا، ومن ثم معها السعادة الأبدية.

مرسال الله

الملائكة هي مرسال الله عز وجل، فليس من الممكن أن تطرق بابه، عبر القرآن الكريم، ولا يرد لك الأمر بأن يرسل لك ملائكته تطوف ببيتك.. فهذه هي المعادلة، لذلك يقول عز وجل: «وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ» (الأنعام:61)، أي أن الأمر لا يتوقف عند وجود الملائكة، ونزول السكينة وفقط، وإنما أيضًا يتواجدون ليحفظوك.. تخيل أن الله بذاته العليا يرسل ملائكته ليحفظوك، فقط لأنك قرأت بضع آيات من القرآن الكريم في بيتك.. فهلا تشجعت وأمسكت المصحف ولو لدقائق يوميًا، فالأمر يستحق الاهتمام لاشك.