كثير من الناس يتخذ من إفشاء معاصي الناس مجالاً للسخرية، وترى البعض يتناقلها كالريح، من أن فلانًا وقع في كذا أو فعل كذا، ثم يدور الحديث كأنه (هزار) أو (سخرية)، لكن في الغالب ما يتحول الأمر مع الوقت إلى مشكلة عويصة يصعب حلها.. مثل هؤلاء ألم يبلغهم الوعيد الوارد في ذلك؟
ومن ذلك ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما، قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: «يا معشر من أسلم بلسانِه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله».
خيانة الأمانة
ألم يعلم أم يفشي أسرار الناس، وخصوصًا المعاصي، أنه يخالف أمر رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، بل وأمر الله عز وجل ذاته حين يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ » (الأنفال: 27)، ألم يعلم هؤلاء أنهم بهذا خائنين للأمانة، وأن خيانة الأمانة من صفات المنافقين، فعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».
لاشك أن البعض منا وربما أغلبنا يقع في الذنب كونه بشرًا، لكنه سرعان ما يعود إلى رشده، ويتوب إلى الله عز وجل، لذلك وجب على كل مسلم أن يستره لا أن يفضحه، تأكيدًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة».
اقرأ أيضا:
كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟المجاهرة
أيضًا للأسف قد ترى أحدهم وقد ستره الله في ذنبه، فأصبح يحدث الناس عما فعل، وينسى ستر الله عليه، ومثل هؤلاء إنما يقع في مغبة كبيرة جدًا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه»، فقد جمع هذا العاصي بين المعصِية والاستخفاف بربه عز وجل، حينما فضح نفسه في الدنيا وأعلن معصيته، فعن سيدنا أبي هريرة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يستر الله على عبدٍ في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة».