أتعرض لوسوسة غير عادية في الصلاة.. أشعر أني نسيت ركعة أو نسيت التشهد كاملها، وأحيانًا أشعر أني نسيت الفاتحة ذاتها، فأعود وأكرر الصلاة، وهكذا تتكرر المحاولات، وكل مرة أخاف ألا تكون مقبولة، حتى أرهق فأتوقف.. فما الحل؟

للأسف الكثير من الناس يتعرض للوسوسة في الصلاة فترى من يتصور أنه نسي ركن أو ربما نسي ركعة كاملة، وربما نسي أن يقرأ شيئا قليلا بعد الفاتحة، أو نسي الجلوس بعد السجود، وهكذا..

وبالتأكيد هي أمور مرتبطة بالشيطان لعنه الله، الذي يخرب على الناس صلاتهم، لكن كما أنه (شاطر) في ذلك، فإن الله منحنا العديد من الحلول للخروج من مثل هذا المأزق، أبرزها أن نوقن تمام اليقين أن كيد الشيطان مهما كان فهو ضعيف، قال تعالى يؤكد ذلك: «إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا » (النساء: 76).

دواء الوسواس

أما دواء الوسواس، فهو لاشك عند الله وفي كتاب الله عز وجل، وبتتبع سنة نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فضلا عن المحافظة على الصلاة لوقتها مهما حدث وتكرر أمر الوسوسة.

ففي الصحيحين، عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي أحدكم الشيطان، فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك، فليستعذ بالله ولينته»، وعن سيدنا عثمان بن أبي العاص قال: «يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا أحسسته، فتعوذ بالله منه، وَاتفل عن يسارك ثلاثًا»، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني.

ليس عليك شيء

عزيزي المسلم، إذا ما من غير انتباهة منك فلا غبار أو ذنب عليك، لقول الله تعالى: « وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ » (الأحزاب: 5)، وقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه»..

أنت أيضًا عزيزي المسلم، حارب الوسواس، بقوتك أمام ضعف ووهن الشيطان، انصر نفسك عليه، والأمر سهل، طالما كان قلبك معلقًا بالله عز وجل، فلا تقطع صلاتك ولا تلتفت إلى هذا الوسواس وامض في عبادتك عالمًا أنها صحيحة متقبلة ـ إن شاء الله.

عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نودي بالصلاة، أدبر الشيطان وله ضراط، حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ئوب بها أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا وكذا، ما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل إن يدر كم صلى، فإذا لم يدر أحدكم كم صلى - ثلاثًا أو أربعًا - فليسجد سجدتين وهو جالس».

اقرأ أيضا: