أخبار

انتبه: شرب هذا العدد من أكواب القهوة يزيد مستويات الكوليسترول

نصائح طبية للتخلص من "إجهاد الدماغ" لمستخدمي الشاشات

لا تتعجل.. إنزال العقوبة على الظالم في الدنيا يستغرق 4 مراحل

ما حكم العادة السرية للعازب إذا كان يريد تحصين نفسه من الزنا؟

رؤيا هبوط طائرة لها دلالات إيجابية.. تعرف عليها

حجة لك أو حجة عليك.. 8 كلمات نبوية توزن بميزان الذهب

لا تغتر بالدنيا.. فتن وشهوات تدخل بك في نفق الوهم

العُجب يحبط عملك ويضيع جهدك ووقتك.. كيف نتجنبه؟

تأخر زواجى وضغوط نفسية كبيرة من عائلتى ومن حولى.. ماذا أفعل؟.. عمرو خالد يجيب

كيف خالف "أبو لؤلؤة المجوسي" بروتوكول عمر ودخل المدينة؟

العُجب يحبط عملك ويضيع جهدك ووقتك.. كيف نتجنبه؟

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 24 اكتوبر 2024 - 12:44 م
لا يتصور من عاقل أن يقوم ببناء شيء صباحا ثم يهدمه في المساء فمن يفعل هذا فإن متهم في عقله وينظر إليه من يعامله نظرة خاصة على أنه غير عاقل أو سفيه كيف يهدم ما يبنيه وما ادافع لهذا ولم يفعل ما يفعله..
إن مثل هذا كمن يعمل أعمالا صالحة كثيرة ثم يذهبها بما يحبط ثواب هذه الأعمال فهو يصلي ويصوم ويحج ويتصدق ويعتمر لكنه مبتلى بأمراض خطيرة تحبط ثواب عمله، وأخطر هذه المحبطات العجب.  

معنى العجب:
والعجب كما بينه العلماء هو رؤية العبادة، واستعظامها من العبد، فهو معصية تكون بعد العبادة، ومتعلقة بها هذا التعلق الخاص، كما يتعجب العابد بعبادته، والعالم بعلمه، وكل مطيع بطاعته، هذا حرام غير مفسد للطاعة؛ لأنه يقع بعدها، بخلاف الرياء، فإنه يقع معها فيفسدها، وقيل: (العُجْب أكذب، ومعرفة الرجل نفسه أصوب)، وقيل: (ثمرة العُجْب المقت)، وقيل: العجب سوء العادة كمين لا يؤمن. وأحسن من العُجْب بالقول ألا تقول. وكفى بالمرء خيانة أن يكون أمينًا للخونة.

أقوال الصالحين في العجب:
وقد ذم الصالون العجب بكل صوره وأشكاله مهما كان صغيرًا لأنه محبط للعمل مفسد للدين مضيع للثواب مهلك للوقت، فعن مسروق- رحمه الله - قال: (كفى بالمرء علما أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يُعجب بعلمه)، وقد مرّ بالحسن البصريّ شابّ عليه بزّة له حسنة فدعاه فقال له: ابن آدم معجب بشبابه محبّ لشمائله. كأنّ القبر قد وارى بدنك وكأنّك قد لاقيت عملك. ويحك، داو قلبك فإنّ مراد الله من العباد صلاح قلوبهم، ومما ورد في ذم العجب ما قاله ابن المقفع: (العُجْب آفةُ العقل، واللجاجةُ قُعودُ الهوى، والبُخل لقاحُ الحرصِ، والمراءُ فسادُ اللسانِ، والحميةُ سببُ الجهلِ، والأنفُ توأمُ السفهِ، والمنافسة أختُ العداوةِ)، وقال أيضًا: (واعلم أن خفضَ الصوتِ، وسكون الريحِ، ومشي القصدِ، من دواعي المودةِ، إذا لم يخالط ذلك عجبٌ. فأما العُجْب فهو من دواعي المقتِ والشنآن).
تكلم ربيعة الرأي يوما بكلام في العلم فأكثر، فكأن العجب داخله، فالتفت إلى أعرابي إلى جنبه، فقال: ما تعدون البلاغة يا أعرابي؟ قال: قلة الكلام، وإيجاز الصواب؛ قال: فما تعدون العي؟ قال: ما كنت فيه منذ اليوم. فكأنما ألقمه حجرًا.
وقال آخر: "ما النعمة التي لا يحسد عليها صاحبها؟ قال: التواضع، قيل له: فما البلاء الذي لا يرحم عليه صاحبه؟ قال: العُجْب"، وقد ورد عن مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير رضي الله عنه- أنّه رأى المهلّب- وهو يتبختر في جبّة خزّ فقال: يا عبد الله، هذه مشية يبغضها الله ورسوله فقال له المهلّب: أما تعرفني؟ فقال بلى أعرفك، أوّلك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرة. فمضى المهلّب وترك مشيته تلك.
والعجب أحد الأدواء والأمراض المانعة من الرئاسة والحكم والتمكن وفي هذا المعنى يقول أبو عمرو بن العلاء: (الأخلاق المانعة للسؤدد: الكذب، والكبر، والسخف، والتعرض للعيب، وفرط العُجْب)، ومن آثار العجب الظاهرة أن المعجب لحوح، والعاقل منه في مؤونة، وأما العجب فإنه الجهل والكبر، كما أن العجب يسلبك ما أنت فيه من فضل بخلاف التواضع حيث يرفعك الناس فوق قدرك، كما أن العجب دليل على ضعف الإنسان وجهله وقلة إيمانه وفساد حكمته.

علاج العجب:
ولكي يتخلص المؤمن من هذا الداء العضال اذي يحبط العمل ويفسده عليه أن يلجأ إلى الله تعالى بقلبه وينجيه بفؤاده ويتبتل إليه تبتل من يحتاج إليه فالله الغني وأنتم الفقراء إليه.
ثم يأخذ من يرى فيه نفسه اعجب بأسباب التعافي  وأهمها إخلاص النية لله ويحصل هذا بمطالعة كتب الترغيب، وتستحضر ما في ذلك من الثواب، وتحرص على أن يكون عملك ابتغاء وجه الله تعالى، كما تكثر من صدقة السر وقيام الليل وتستحضر تقصير نفسك فيما يجب عليك في كثير من الأوامر والأعمال امتثالا واجتنابا، وأن الله تعالى يستحق عليك أكثر من هذا، وباستحضار نعمة الله عليك في التوفيق للعمل، وخشيتك من خذلانه لك، وسلب هذه النعمة منك تزداد تواضعا لله وانكسارا بين يديه، فقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: إذا أنت خفت على عملك العجب، فانظر رضا من تطلب، وفي أي ثواب ترغب، ومن أي عقاب ترهب، وأي عافية تشكر، وأي بلاء تذكر، فإنك إذا تفكرت في واحد من هذه الخصال صغر في عينيك عملك.

الكلمات المفتاحية

علاج العجب أقوال الصالحين في العجب معنى العجب الفرق بين العجب والرياء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يتصور من عاقل أن يقوم ببناء شيء صباحا ثم يهدمه في المساء فمن يفعل هذا فإن متهم في عقله وينظر إليه من يعامله نظرة خاصة على أنه غير عاقل أو سفيه كيف