الإنسان يمرّ بمراحل متعددة ، تختلف فيها خواطره ونوازعه إلى الشهوات والرغبات.
الشيخ العجوز والشهوات:
فقد يكون في أول الشيخوخة بقية هوى، فيثاب الشيخ على قدر صبره، وكلما قوي الكبر، ضعفت الشهوة، فلا يراد الذنب، كما قال الشاعر:
تاركك الذنب فتاركته .. بالفعل والشهوة في القلب
فالحمد للذنب على تركه .. لا لك في تركك للذنب
فإذا تعمد الشيخ ذنباً، فكأنه مراغم ومكابر؛ لأن شهوة المطالبة قد سكنت ونامت.
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبغض الخلق إلى الله شيخٌ زانٍ" .
فالويل كل الويل لمن لم ينهه شيبه عن عيبه، وما ذاك إلا لخلل في إيمانه.
وقد يقول الشيخ العالم: علمي يدفع عني، وينسى أن علمه حجة عليه.
وقال الفضيل: يغفر للجاهل سبعون ذنباً قبل أن يغفر: للعالم ذنبٌ واحد. قال الله عز وجل: " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب" .
وقال أبو الدرداء: ويل لمن لا يعلم ولا يعمل مرة واحدة، وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات.
وقال: أخوف ما أخاف أن يقال لي: علمت؟
فإن قلت: لا، فقد علمت، وإن قلت: نعم، لم يبق آيةٌ آمرةٌ ولا ناهيةٌ إلا وبختني.
اظهار أخبار متعلقة
منامات عجيبة:
1-وقد رئي بعض المشايخ والعلماء في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، وهو معرضٌ عني، فقيل له: غفر لك، وأعرض عنك؟ فقال: نعم، وعن جماعة من العلماء لم يعملوا بعلمهم.
2- يقول الإمام ابن الجوزي: وقد رأيت بعض مشايخنا وكان مفرطاً، وهو عريان، وقد تعلق بثدييه ثلاثة كلاب صغار، والجرو منها يمص ثدييه.
3- وقد رئي يحيى بن أكثم بعد موته في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: قال ربي: يا شيخ السوء.
4- ورئي منصور بن عمار أيضاً في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: قال لي: يا شيخ السوء.