من عجائب إكرام الضيف| أكل عنده الشافعي فأعتق الجارية فرحًا
بقلم |
عامر عبدالحميد |
الاثنين 02 ديسمبر 2024 - 10:48 ص
العلاقة بين الصديق وصديقه كعلاقة الرحم، لذلك ذكره الله تعالى ضمن ممن رفع الحرج عنهم من من أكل بيوتهم فقال تعالى : " أو صديقكم". وقد قصد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما منزل الهيثم بن التيهان وأبي أيوب الأنصاري، وكذلك كانت عادة السلف رضي الله تعالى عنهم.
فضائل عن ضيافة الصديق:
1-كان لعون بن عبد الله المسعودي ثلاثمائة وستون صديقا، فكان يدور عليهم في السنة، ولا بأس أن يدخل الرجل بيت صديقه، فيأكل وهو غائب، فقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار بريرة رضي الله عنها، فأكل طعامها وهي غائبة. 2- كان الحسن رضي الله عنه يوما عند بقال، فجعل يأخذ من هذه الجونة ثمرة تين ومن هذه فستقة فيأكلها، فقال له هشام: ما بدا لك يا أبا سعيد في الورع؟ فقال له: يا لكع اتل علي آية الأكل، فتلا: "ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم"..إلى قوله: "أو صديقكم" 3- على المضيف الكريم أن لا يتأخر عن أضيافه ولا يمنعه عن ذلك قلة ما في يده بل يحضر إليهم ما وجد. فقد جاء عن أنس وغيره من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أنهم كانوا يقدمون الكسرة اليابسة وتمر أقل جودة. ويقولون: ما ندري أيهما أعظم وزرا الذي يحتقر ما قدم إليه أو الذي يحتقر ما عنده أن يقدمه. 4- عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ألقم أخاه لقمة حلوة صرف الله عنه مرارة الموقف» . 5- من السنة أن يشيع المضيف الضيف إلى باب الدار. 6- وعلى المضيف إذا قدم الطعام إلى أضيافه أن لا ينتظر من يحضر من أقاربه.
قصة عجيبة مع الشافعي:
حكي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه كان نازلا عند الزعفراني ببغداد. فكان الزعفراني يكتب في كل يوم رقعة بما يطبخ من الألوان ويدفعها إلى الجارية، فأخذها الشافعي منها يوما وألحق فيها لونا آخر، فعرف الزعفراني ذلك، فأعتق الجارية سرورا بذلك. ونزل الإمام الشافعي رضي الله عنه بالإمام مالك رضي الله عنه، فصب بنفسه الماء على يديه وقال له: لا يرعك ما رأيت مني، فخدمة الضيف على المضيف فرض.
فائدة:
كانت سنة السلف رضي الله عنهم أن يقدموا جملة الألوان دفعة ليأكل كل شخص ما يشتهي. وقيل: ثلاثة تضني: 1-سراج لا يضيء. 2- ورسول بطيء. 3- ومائدة ينتظر لها من يجيء.
نادرة عن البخل:
حكي عن بعض البخلاء أنه استأذن عليه ضيف وبين يديه خبز وزبدية فيها عسل نحل. فرفع البخيل الخبز وأراد أن يرفع العسل، فدخل الضيف من قبل أن يرفعه، فظن البخيل أن ضيفه لا يأكل العسل بلا خبز. فقال له: ترى أن تأكل عسلا بلا خبز، قال: نعم، وجعل يلعق العسل لعقة بعد لعقة. فقال له البخيل: مهلا يا أخي والله إنه يحرق القلب، قال: نعم صدقت، ولكنه قلبك.