أخبار

هل يجب الصلاة على النبي كلما ذكر اسمه؟

أطعمة "خارقة" تجنبك أمراض القلب.. تعرف عليها

دراسة: تنظيف الأسنان يوميًا يحميك من خطر السرطان

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

وقفة مع النفس.. كل العالم بداخلك وأنت غافل عنه

ديونك كثيرة ولا تستطيع السداد.. الزم هذه الأذكار تستجلب معونة الله لك

ما هي أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان؟.. تعرف على الإجابة من القرآن

الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. فضائل وأسرار

خطيبي يهددني بفيديو فاضح يسلمه لأهلي إن لم أستجب لطلباته المتجاوزة.. ماذا أفعل؟

لماذا أصاب الله المسلمين بالذل وهم خير أمة؟.. القرآن يجيب

أذنبت في حق غيري كيف أتوب؟

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 13 يونيو 2021 - 07:40 م
أذنبت مرارا وتكرارا، لكن الذنب بيني وبين عبد، وليس بيني وبين الله.
ما هي كيفية التخلص من هذه الذنوب دون الاعتراف بها للمظلوم؛ لأني لا أستطيع أن أعترف له، وأطلب منه المسامحة في وجهه؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بـــ" إسلام ويب" أن المظالم المتعلقة بالعباد، قد تكون في المال، وقد تكون في العرض، وقد تكون في غير ذلك، والتوبة من الحقوق المادية تتم بالتحلل منها بردها إلى أصحابها، ولو بطرق غير مباشرة، أو بطلب العفو، والمسامحة منهم.
وتضيف: أما المظالم المتعلقة بالعرض: مما لا يستوفى كالغيبة، والنميمة، والكذب، ونحو ذلك، فيكتفى فيه بالدعاء، والاستغفار له، وذكره بخير.
جاء في كتاب الأنوار البهية للسفاريني: مَنِ اغْتَابَ إِنْسَانًا، أَوْ قَذَفَهُ وَنَحْوَهُ، هَلْ يُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ تَوْبَتِهِ إِعْلَامُهُ بِذَلِكَ وَاسْتِحْلَالُهُ مِنْ ذَلِكَ؟
فَالْمَشْهُورُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ لَا يَجِبُ الْإِعْلَامُ وَلَا الِاسْتِحْلَالُ، قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: إِنَّهُ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ، وَإِنَّهُ إِنْ تَابَ مِنْ قَذْفِ إِنْسَانٍ، أَوْ غِيبَتِهِ قَبْلَ عِلْمِهِ بِهِ، لَا يُشْتَرَطُ لِتَوْبَتِهِ إِعْلَامُهُ، وَالتَّحَلُّلُ مِنْهُ، وَاخْتَارَهُ الْقَاضِي؛ لِمَا رَوَى أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مَرْفُوعًا: «مَنِ اغْتَابَ رَجُلًا ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لَهُ بَعْدُ، غُفِرَ لَهُ غِيبَتُهُ». وَبِإِسْنَادِهِ أَيْضًا عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: «كَفَّارَةُ مَنُ اغْتِيبَ أَنْ يُسْتَغْفَرَ لَهُ». وَلِأَنَّ فِي إِعْلَامِهِ إِدْخَالُ غَمٍّ عَلَيْهِ. انتهى.
وأفاض ابن القيم في كتاب مدارج السالكين في ذكر الأقوال في المسألة ومنها: أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه، بل يكفي توبته بينه وبين الله، وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة، فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه، وذكر محاسنه، وقذفه بذكر عفته وإحصانه، ويستغفر له بقدر ما اغتابه.
وهذا اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية، قدس الله روحه.
واحتج أصحاب هذه المقالة بأن إعلامه مفسدة محضة لا تتضمن مصلحة، فإنه لا يزيده إلا أذى وحنقا وغما، وقد كان مستريحا قبل سماعه، فإذا سمعه ربما لم يصبر على حمله، وأورثته ضررا في نفسه أو بدنه، ... وما كان هكذا فإن الشارع لا يبيحه، فضلا عن أن يوجبه ويأمر به.
قالوا: وربما كان إعلامه به سببا للعداوة والحرب بينه وبين القائل، فلا يصفو له أبدا، ويورثه علمه به عداوة وبغضاء مولدة لشر أكبر من شر الغيبة والقذف، وهذا ضد مقصود الشارع من تأليف القلوب، والتراحم والتعاطف والتحابب.
ونقل ابن عبد البر في بهجة المجالس، قول: ( حُذَيْفَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: كَفَّارَةُ مَنِ اغْتَبْتَهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: ‌التَّوْبَةُ مِنَ الْغِيبَةِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ، وَقَالَ سُفْيَانُ: بَلْ تَسْتَغْفِرُهُ مِمَّا قُلْتَ فِيهِ، فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَا تُؤْذِهِ مَرَّتَيْنِ. انتهى.
واعلم -أيها الأخ الكريم- أن باب التوبة مفتوح، وأن الله يفرح بتوبة عبده، وأن الذنب مهما كان عظيما فإن رحمة الله -تعالى- أوسع، وعفو الله -تعالى- أعظم. وقد قال -عز وجل- مرغبا في التوبة: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.

الكلمات المفتاحية

التوبة الذنوب مظالم العباد الرجوع للنب

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled أذنبت مرارا وتكرارا، لكن الذنب بيني وبين عبد، وليس بيني وبين الله. ما هي كيفية التخلص من هذه الذنوب دون الاعتراف بها للمظلوم؛ لأني لا أستطيع أن أعترف