وينبغي للمؤمن في كل أحواله أن يستمسك بما شرعه الله له فلا يتسخط على مكروه ولا يغتر بنعمة ولذا في التغير بالنسبة للمؤمن الذي يتمسك بما شرعه اله خير ففي الحديث : "عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ". رواه مسلم.

ومما شرع في حال الكرب والهم الذي قد تصيب أحدنا يوما بسبب الديون أو الخسارة المالية أو فقد حبيب أو غيرها من الأمور أن يحرص أولا على تقوى الله تعالى والمحافظة على الفرائض وما استطعت من النوافل وأعمال الخير هو الإكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى والتضرع إليه وخاصة في أوقات الإجابة وعدم اليأس والجزع .

وفي الدعاء سبيل لتفريج الهم      بشرط أن تأتي به وأنت موقن بالإجابة  متذللا لله تعالى حريصا: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة: 186 }.

فالله تعالى يجيب دعاءك ويكشف همك لاسيما وأنت في حال اضطرار وقد لجأت لمن يكشف السوء يقول ربنا: "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ" {النمل : 62 }، وهو القائل: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" {غافر: 60}.

لكنه ينبغي وأن تدعو الله تعالى أن التعجل في الإجابة آفة عظيمة كذا موانع الإجابة من مثل اليأس والقنوط والدعاء بالإثم قطيعة رحم وأكل الحرام وغيرها من الموانع ففي الحديث يستجاب لأحدكم ما لم يستعجل ، قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت وقد دعوت، فلم أر يُستجب لي، فيستحسر ويدع الدعاء. رواه مسلم.

ومما ورد في أدعية كشف الهم والكرب ما يلي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب غمي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا، قال فقيل يا رسول الله: ألا نتعلمها؟ فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.

ولما كانت الديون أحد أشهر أسباب الهم والكرب كما جاء عن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فإذا برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فقال: أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: فقلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى ديني. رواه أبو داود، وقال صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. والحديث رواه الترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص، ومن ذلك ما جاء أيضاً في سنن الترمذي من حديث أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب: الله، الله ربي، لا أشرك به شيئاً.