أخبار

ابتعد عن هذه الأغذية لحماية قلبك من الخطر المميت

أصحاب هذه الوظائف أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري

شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيه

تعرف على فضل الطاعة في شهر الله المحرم.. ولم سمي بهذا الاسم؟

من أحداث الهجرة النبوية.. عطش رسول الله في الطريق.. كيف تغلب عليه؟

مواقف رائعة للرسول وصاحبه أثناء الهجرة.. تعرف عليها

أقوى وأفضل 3 دروس من الهجرة النبوية.. منهم إزالة هم وكرب

التخطيط الجيد واختيار الكفاءات.. أبرز دروس الهجرة النبوية

في الهجرة النبوية.. النبي يحب الفأل الحسن

لماذا كان أبوبكر الصديق هو رفيق النبي في الهجرة دون غيره من الصحابة؟

وكفى به واعظًا.. هل تحول جلال الموت في الجنائز لزفة بلدي؟

بقلم | أنس محمد | الاحد 27 يونيو 2021 - 10:06 ص



جعل الله عز وجل الموت واعظًا للناس في أن يسارعوا بالرجوع إلى خالقهم، ويتذكروا جلال هذا الموقف العظيم، حينما ينزع "ملك الموت" الروح من صاحبها، وجعل الله صحوة الموت آخر فرصة يمنحها الله لمن يشاء، لكي يعود إلى رشده ويراجع حساباته مع الله ومع الناس، فالناس يختلفون في أعمالهم، فمنهم من يرتكب المعاصي استهتاراً، ومنهم من يرتكبها إنكاراً، حتى لا يبقى بينه وبين الموت إلا فترة قصيرة، فيبدل الله حاله إلى حال، ويشرح قلبه للإيمان والتوبة إلى الله، فيتوب ويبرئ ذمته ويرد حقوق العباد المتعلقة برقبته، وعندئذ لا يحاسبه الله على ما أسلف من ذنب طول حياته؛ بل يحاسبه على ما ختم به حياته.

والموت هو الحقيقية الوحيدة التي يتغافل عنها الناس، فكما قال علي بن أبي طالب: " الناس نيام فإذا ما ماتوا انتبهوا".

كما أن للموت جلال وقدسية، لا يعرض عنها إلا جاحد غليظ القلب، فهناك من يستقبل خبر موت فلان بالبكاء ولين القلب، والاستغفار والدعاء، وهناك من يستقبل خبر الموت بجحود، بل هناك من يستقبله بسخرية وضحك، وقد يتعمد فعل بعض المنكرات التي تسيئ إلى قدسية الموت وتكشف عن جهله وجحود قلبه.

وعن أبي بحر العبسي: (أن ابن مسعود رضي الله عنه رأى رَجُلاً يَضحكُ في جنازةٍ، فقال رضي الله عنه: تَضْحَكُ في جنازةٍ! لا أُكلِّمُكَ بكلمةٍ أبداً).

وعن قتادة قال: (بلَغَنا أنَّ أبا الدرداء رضي الله عنه نظَرَ إلى رَجُلٍ يَضحَكُ في جنازةٍ، فقال: أمَا كان في ما رأيتَ من هَوْلِ الْموتِ ما يَشغلُكَ عن الضَّحكِ).

هكذا كان خوف الصحابة من الموت، والآن لا ننظر إلى جماعةٍ يحضرون جنازة إلاَّ وأكثرُهم يَضحكون ويلهون، ولا يتكلَّمون إلاَّ في ميراثهِ وما خلَّفَهُ لورثتهِ، ولا يتفكَّر أقرانه وأقاربه إلاَّ في الحيلةِ التي بها يتناول بعض ما خلَّفه، ولا يتفكَّر واحدٌ منهم - إلاَّ ما شاءَ اللهُ - في جنازةِ نفسهِ، وفي حالهِ إذا حُملَ عليها، ولا سببٌ لهذه الغفلةِ إلاَّ قسوة القلوب بكثرة المعاصي والذنوب، حتى نسينا الله تعالى واليوم الآخر، والأهوال التي بين أيدينا، فصرنا نلهو ونغفل ونشتغلُ بما لا يعنينا، فنسألُ الله تعالى اليقظة من هذه الغفلة، فإنَّ أحسنَ أحوال الحاضرين على الجنائز بكاؤُهم على الْميِّت، ولو عقلوا لبكوا على أنفسهم لا على الْميِّت).

فالموت قَضاء نافِذ، وحُكم شامل، وأمر حاتم لازم، لا تمنع منه حَصانة القِلاع، ولا يَحُول دُونه حِجابٌ، ولا تردد الأبواب، كما قال العزيز الوهَّاب: ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾ [النساء: 78].

والموت عاقبة كلِّ حيّ، وخِتام كلِّ شيّ، ونهاية كلِّ موجود، سوى الربِّ المعبود، يستوي فيه المالك والمملوك، والسيِّد والمسُود، فلا مفرَّ منه ولا مَحِيص عنه، ولا مَناص من سُلطانه، ولا إفلات من شِباكه، فهو سنَّة الله في خَلقه، ولن تجد لسنَّة الله تبديلاً، فمهما عاش المخلوق فهو إلى الموت صائر، قال تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27].



الموت بين بدعتين


مِن البِدَع المُحرَّمات ما تَفْعَلُه الجاهلات من النساء، وبخاصَّة نساء الطبقات الفقيرة في أزماننا؛ من النِّياحة، ولَطْم الخُدود، وشقِّ الثياب وتمزيقها، والمرتكبة لهذا عاصية، والذي يُقرُّها عليه ليس له حظٌّ من اتِّباع السنَّة المحمدية؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس مِنَّا مَن لطَم الخُدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية))، ولقد برئ النبي صلى الله عليه وسلم من الصالقة والحالقة؛ فالصالقة: المرأة الرافعة صوتها، والحالقة: التي تحلق شعر رأسها، والشاقَّة: التي تشقُّ ثيابَها عند المصيبة.

ولقد اعتاد بعض نسائنا إذا حلَّت بهنَّ مصيبة موت قريب لهنَّ أن يصبغن أيديهنَّ بالزُّرقة، ويُلطِّخنَ وجوهَهنَّ بالنِّيلة أو الطين، ويتمرغْنَ في التراب، وكل ذلك حرامٌ؛ لأنه تغيير لخلْق الله تعالى وطاعة للشيطان، ﴿ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 119]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لعن الواشمات والمستوشمات والمتنمصات، والمتفلِّجات للحسن، المغيرات خلْق الله)).

إلا أن الأكثر مصيبة من ذلك، استقبال بعض الناس لمهابة الموت بالزغاريد والطبول وضرب الدفوف، في مشهد لم يعرفه القاصي والداني ولا المؤمن والكافر، فقد انتشرت خلال الأونة الأخيرة بعض الأحاديث عن وصية بعض الموت قبل موته بأن يستقبل أهله خبر موته وتشييع جنازته بالطبول والموسيقى والزغاريد، فإن كان هذا عجيبا، فالأعجب أن يقوم الناس بتنفيذ هذه الوصية، والتي تعد من المحرمات التي تناقض ما جاء عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم في تشييع الجنازات.

اقرأ أيضا:

شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيه

آداب وسنن تشييع الجنائز


والسنة في تشييع الجنازة الصمت، وتذكر الموت، والقصد إلى أداء الواجب من دفن الميت، ومن البدعة أن يقرأ أمامه قصيدة البردة، أو سورة الدهر، أو آيات منها، أو تدق الطبول والدفوف ولطم الخدود أو الزغاريد فيما يحرم على المسلمين فعله.

فالأصل في العبادات التوقيف؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد». متفق عليه. ولمسلم: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رد». وسنته صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الجنائز، وتشييعها، ودفنها ثابتة معلومة لدى المسلمين.

و ينبغي للمُشيِّعِ أن يكون مُتفكِّراً في مآلهِ، مُتعظاً بالموتِ، وبما يَصيرُ إليهِ الْميِّتُ، وينبغي أن يكون ساكناً مُتفكِّراً مُتَّعظاً بما يَراهُ، لأنَّ هذه الهيئة أثرٌ يَدُلُّ على الانتفاعِ بالموعظةِ والذكرى.

ولهذا فالكلامُ في أُمورِ الدُّنيا والضحك حالَ تشييعِ الجنائزِ، وعندَ القُبورِ، دليلٌ على قسوةِ القلوبِ، والغفلةِ عن هذا المصيرِ المحتومِ، (وليحذر من التعاظمِ والتعظيمِ في هذه الحالةِ وغيرِها، والتواضع أشبهُ بهِ في كُلِّ حالٍ، خصوصاً هذهِ).

فعن جابرِ بنِ عبد الله رضيَ اللهُ عنهما قالَ: (مرَّتْ جنازةٌ فقَامَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقُمْنا مَعَهُ، فقلنا: يا رسولَ اللهِ إنها يهُوديَّةٌ؟ فقال: إنَّ الْمَوتَ فَزَعٌ، فإذا رأيتُم الجنازةَ فقُومُوا).

وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الموتَ فزَعٌ» أي: يُفزعُ إليهِ ومنهُ، وهو تنبيهٌ على استذكارهِ وإعظامهِ، وجعله من أهمِّ ما يَخطرُ بالإنسانِ، والمقصودُ من هذا الحديثِ: ألاَّ يَستمرَّ الإنسانُ على غفلتهِ عندَ رُؤيةِ الْميِّتِ، فإنه إذا رأى الْميِّتَ، ثمَّ تمادَى على ما كانَ عليهِ من الشغلِ، كان هذا دليلاً على غفلتهِ، وتساهلهِ بأمرِ الموتِ، وأمَرَ الْمُشرِّعُ صلى الله عليه وسلم أن يَتركَ ما كان عليه من الشُّغلِ، ويقوم تعظيماً لأمرِ الموتِ، واستشعاراً به).

يقول الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].





الكلمات المفتاحية

آداب وسنن تشييع الجنائز البدع في الموت هل تحول جلال الموت في الجنائز لزفة بلدي؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled جعل الله عز وجل الموت واعظًا للناس في أن يسارعوا بالرجوع إلى خالقهم، ويتذكروا جلال هذا الموقف العظيم، حينما ينزع "ملك الموت" الروح من صاحبها، وجعل الل