عندما تأتي الموعظة أو النصيحة من القلب فإنها تصل إلى القلب بمشاعرها وقوتها في النفس.
1-قال الصديق أبو بكر الصديق في خطبته: أين الوجوه الحسنة أين المعجبون بشبابهم أين الملوك الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحيطان أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب قد تضعضع بهم الدهر فأصبحوا في ظلمات القبر .
2- كان الصحابي عبد الله بن مسعود : إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة فمن زرع خيرا فيوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شرا فيوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع ما زرع.
3- وكان الخليفة الأُموي سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام، حيث أتى بحجر منقور فطلب من يقرأه فأتى بوهب بن منبه فقرأه فإذا فيه ابن آدم إنك لو رأيت قرب ما بقي من أجلك لزهدت في طويل أملك ولرغبت في الزيادة من عملك ولقصرت من حرصك وحيلك وإنما يلقاك ندمك لو قد زلّت بك قدمك وأسلمك أهلك وحشمك فبان منك الوالد والقريب ورفضك الولد والنسيب فلا أنت إلى دنياك عائد ولا في حسناتك زائد فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة.
4- وكتب الأوزاعي إلى أخ له أما بعد فإنه قد أحيط بك من كل جانب واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة فاحذر الله والقيام بين يديه وأن يكون آخر عهدك به والسلام.
5- وحكى الفضيل بن عياض : بلغني أن رجلا كتب إلى داود الطائي أن عظني بموعظة، قال فكتب إليه أما بعد فاجعل الدنيا كيوم صمته عن شهوتك واجعل فطرك الموت فكأن قد والسلام.
قال فكتب إليه زدني فكتب إليه أما بعد فارض من الدنيا باليسير مع سلامة دينك كما رضي أقوام بالكثير مع ذهاب دينهم والسلام.
6- أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران إنه ليست عقوبتي لمن عرفني واجترأ علي كمن لم يعرفني.
7- وقال أحد الحكماء: رأس مالك قلبك ووقتك وقد شغلت قلبك بهواجس الظنون وضيعت أوقاتك بارتكاب مالا يعنيك فمتى يربح من خسر رأس ماله.
8- وحكى الواعظ إبراهيم بن بشار قال: مررت أنا وأبو يوسف الفسولي في طريق الشام فوثب إليه رجل فسلم عليه ثم قال يا أبا يوسف عظني بموعظة أحفظها عنك.
قال: فبكى ثم قال اعلم يا أخي أن اختلاف الليل والنهار وممرهما يسرعان في هدم بدنك وفناء عمرك وانقضاء أجلك
فينبغي لك يا أخي أن لاتطمئن حتى تعلم أين مستقرك ومصيرك وسخط ربك عليك بمعصيتك وغفلتك أو راض عنك بفضله ورحمته.. ابن آدم الضعيف نطفة بالأمس وجيفة غدا فإن كنت لا ترضى بهذا فسترد وتعلم وتندم في وقت لا ينفعك الندم.
قال وبكى أبو يوسف وبكى الرجل وبكيت لبكائهما ووقعا مغشيا عليهما.
9- ووعظ أعرابي ولده فقال لا الدهر يعظك ولا الأيام تنذرك والساعات تعد عليك والأنفاس تعد منك وأحب أمريك إليك أعودهما بالضر عليك.
10- وكتب بعض الحكماء إلى أخ له أما بعد فإن الدنيا حلم والآخرة يقظة والمتوسط بينهما الموت ونحن في أضغاث أحلام والسلام.
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟