ها قد بدأت الأيام المباركات.. بدأت الشعر الأوائل من ذي الحجة الأيام الفاضلة التي يحبها الله تعالى ويحب العمل الصالح فيها أيام المغفرة أيام التوبة أيام العتق من النار أفضل أيام الدنيا؛ ففي الحديث قال النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: ((أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ)).
وقد فضل النبي فيها العمل واكد على أن العمل الصالح فيها ثوابه عظيم حدا لا يعدله شيء قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.
إحياء سنة مهجورة:
ومن الأعمال الصالحة التي ينبغي العمل على فعلها في هذه الأيام إحياء سنة النبي والصالحين فيها ؛ وإحياء ما اندثر من السنن أو كاد فيه ثواب عظيم دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: (من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا) أخرجه الترمذي. يستحب في هذه الأيام أن تكثر من ذكر الله بالتحميد والتسبيح والتكبير والتهليل في جميع أوقاتك فلا تضيع وقتا حتى لا تندم عليه بعد ذلك، وسماع التكبير والحرص عليه من السنن المهجورة في أوائل العشر التكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيرا للغافلين، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع.
وهذا لا يتعارض مع الذكر المطلق أنه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير كما جاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”.
كما ينبغي للمؤمن أن يحيي سنة صيام هذه الأيام بأن يحافظ على الصوم فيها فإن استطاع أيام التسع أيام الأول فبها ونعمت وإلا يصوم يوما بعد يوم وإلا يحرص على صوم يوم عرفة، فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة. لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر، والصيام من أفضل الأعمال. وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي: “قال الله: كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به” أخرجه البخاري.