يسأل أحدهم كيف الوصول إلى زيادة التعلق بالله سبحانه وتعالى؟، والإجابة بمنتهى البساطة بأن تحب الله عز وجل بتنفيذ أوامره، والابتعاد تمامًا عن نواهيه، أيضًا حين تعرف جيدًا أن الله سبحانه وتعالى أعزك بالإحسان إليك، وإظهار النعم عليك، حينها يجب أن تدرك جيدًا صفاته العلية رغم غناه عنك وعن البشرية جميعها، هنا سيزيد لاشك تعلقك به سبحانه وبصفاته، وتدرك أن رحلة التعرف عليه لا نهائية، ولن يسعها الزمان لقوله تعالى: «وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا».
أيضًا لزيادة التعلق بالله عز وجل، عليك عزيزي المسلم أن تكون دائمًا موقظ الضمير والخوف من الوقوع في الذنب، والسعادة كل السعادة وأنت بين يدي الله، سواء في الصلاة المفروضة أو النافلة، وأن تطرد عنك بيديك كل ما يوسوس لك نفسك، قال الله تعالى: « وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ » (ق:16).
الحاجة إلى الله
ما أحوجنا إلى الحاجة إلى الله عز وجل، جميعنا ينقصه الكثير والكثير، وما عند الله خير وأبقى، وليس ما عند البشر مهما كان، قال تعالى يوضح ذلك: «فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» ( الشورى 36)، فأين إيماننا بالله جلا في علاه، وأين خوفنا من الله سبحانه وتعالى، وأين رجاؤنا في الله عز وجل، وأين أملنا فيه سبحانه، وأين توكلنا عليه، وأين ثقتنا به؟.. كل ذلك قد يغيب في لحظات قليلة، لكن يدوم الحب والشوق إليه سبحانه، والتطلع إلى رضاه عنا، ولما لا وهو الذي يقول سبحانه وتعالى: « قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ » (التوبة: 51).
اقرأ أيضا:
شهر الله المحرم.. تعرف على أفضليته وخصوصياته وفضل الصيام فيهالطمأنينة
أيضًا من أهم الأمور التي توجب علينا زيادة التعلق في الله عز وجل، هو الحصول على الطمأنينة، قال تعالى: «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا » (الفتح: 4)، وأيضًا لتمني رجاء الله وحبة لقائه، قال تعالى يوضح ذلك: «مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ » (العنكبوت: 5، 6)، وهو ما أكده النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في قوله: «من أحب لقاء الله أحب الله لقائه ومن كره لقاء الله كره الله لقائه " ويقول صلى الله عليه وسلم: " ولينزعن الله مهابة في قلوب أعدائكم منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت».