هناك أحاديث ضعيفة منسوبة للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، كثيرة، ومنها ما نسب إلى سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة»، وهو حديث حين سئل عنه البخاري فلم يعرفه وتعجب منه.

لكن هذا لا ينفي على الإطلاق فضل هذه المدينة العظيمة التي آوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، فكانت مدينة (النُصرة)، وأول دولة للإسلام والمسلمين على الأرض، ومنها انطلقت الفتوحات وانتشر الدين إلى شتى أرجاء المعمورة لاشك، ولذلك حرم إيذاء أهلها أو التحدث عنها بسوء، فقد روى الإمامين بخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن نبي الله إبراهيم حرم مكة ودعا لها وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة».

حرام المدينة

المدينة المنورة هي المدينة التي حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المدينة حرام ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا»؟

ومن المعلوم أن الصلاة بالمسجد النبوي أفضل من الصلاة في المساجد الأخرى إلا المسجد الحرام، لما في الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام»، لذلك من توفاه الله عز وجل ودفن في المدينة فله من الحظ الكثير والعظيم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها».

اقرأ أيضا:

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

مدينة محمية

المدينة المنورة يحميها المولى عز وجل، ولم لا وهي التي دفن فيها رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، وشهدت الانطلاقة الحقيقية للإسلام، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها" وقال صلى الله عليه وسلم: "على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال»، لذا فإن من يشهد هذه المدينة العظيمة شفع له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة أو شهيداً»، فهي مدينة البركة لاشك، لدعاء نبي الله صلى الله عليه وسلم لها، فعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم اجعل مع البركة بركتين والذي نفسي بيده ما من المدينة شيء ولا شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها».