الزكاة هي الركن الثالث من الإسلام، والتكافل الاجتماعي الذي فرضه الله على الناس لتتوازن الحياة، ولكي لا يشكو محتاج من أن أحدًا لا يسأل عليه، فكيف ينسى المؤمن حقًا أوجبه الله عز وجل عليه لأخيه الفقير أو المحتاج، قال تعالى يوضح ذلك: « وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ » (الذاريات: 19)، وما كان الله عز وحل يفرض الزكاة إلا لأنها بركة مال الغني، وسد حاجة الفقير، وبها يعيش الطرفان في جو من الود والمحبة.
فضل الزكاة
من ينسى الزكاة، كيف به لا يعلم فضلها العظيم الذي ليس له مثيل، فهي تلخص قواعد الإسلام وأهدافه في المساواة بين فئات المجتمع، ولذلك كانت من أهم وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، حين ابتعثهم للبلاغ، وبيان الإسلام.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن، فقال: «إنك تأتي قومًا أهل كتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تؤخَذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك، فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب».
اقرأ أيضا:
8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسناتطهارة المال
أوتدري عزيزي المسلم، أن الله عز وجل جعل الزكاة تطهيرًا للمال؟، حيث قال تعالى: « خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » (التوبة: 103)، لذلك كان من عظيم فضلها أنها تملأ النفس بالشعور بمعنى الأخوة، كما قال الله سبحانه وتعالى: « فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ » (التوبة: 11)، كما أنها من أهم اسباب دخول جنة الخلد بإذن الله.
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيًا أتى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: «تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان»، قال: والذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا، فلما ولى قال: «من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا».