للأسف استفحل هذه الأيام، استحلال أموال الغير، فترى البعض يستبيح ماله غيره لغرض في نفسه، ربما الحقد أو الكره، ثم لا يلبث أن يتآمر للحصول عليه، وهو يوقن في قرارة نفسه بأنه حلالا له، فكيف ذلك؟.. ألم يعلم بأن الله عز وجل نهى عن ذلك تمامًا؟.. ألم يعلم أن الإسلام حذر تحذيرًا شديدًا من اغتصاب أموال الناس والاعتداء عليها.
وفي الحديث عن أَبِي سلمة، قال: أرسلنا مروان لنصلح بين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وبين امرأة يقال لها أروى ادعت عليه شيئا من الأرض فقال سعيد : أتروني أخذت من أرضها شيئا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من ظلم شبرًا من أرض طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين».
الربا والمال
حرمة المال لأنها مهمة جدًا، ولها تنوعات مختلفة، فقد حرص الإسلام على تتبعها جميعها، وتحريم كل ما هو يضر بالإنسانية جميعًا، ومن ذلك الربا، فقد حرمه الله عز وجل حتى لا تختنق البشرية في دائرة لا تنتهي من الديون.
إذ يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: «والربا موضوع، وإن أول رباً أضعه ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله»، فنسب عليه السلام ربا العباس له ولآل بيته.. بل أن الجريمة الوحيدة التي أعلن الله لها الحرب هي التعامل بالربا، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ» (البقرة: 278، 279)، فإذا كان الله قد هدم المعاملات الربوية، فكيف تطيب نفوس أناس لمعاداة الله ورسوله؟!!
اقرأ أيضا:
ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟حفظ الأموال
حث الإسلام كثيرًا على ضرورة حفظ الأموال، وكما حذر من الربا، فإنه لعن متعاطيه أو فاعله، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله، وكاتبه وشاهديه»، وقال: «هم سواء»، وما ذلك كله إلا من أجل حفظ مال الناس وعدم التطاول عليها أو استحلالها كما يحدث هذه الأيام من البعض.
يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا بطيب نفس منه» وذلك حسمًا لأي تظالم قد يقع بين الناس بسبب الأموال، بينما في المقابل فتح الإسلام الباب على مصراعيه أمام مساعدة المدينين، إذ يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من سره أن ينفس الله عنه كربات يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه».