المساجد لها أهمية عظيمة وكبيرة في الإسلام، كونها دور العبادة التي تجمع المسلمين تحت راية واحدة وكلمة واحدة هي (الله أكبر)، وإقام الصلاة فيها التي هي عمود الدين، لكن ورغم هذه الأهمية العظيمة لا يمكن حصر الإسلام داخل هذه المساجد، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هاجر وجاهد وانطلق بدينه في كل مكان وعمر الحياة بالدين، ليعالج تلك الفكرة الظالمة، فالإسلام لاشك دين الله ونظامه الذي ارتضاه لعباده، وأوحى إلى أنبيائه بتبليغه للناس.
قال تعالى: « إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ » (آل عمران: 19).
الإسلام دين العمل أيضًا
كما قلنا بالتأكيد أن للمساجد مكانة عظيمة في الإسلام، فإن للعمل أيضًا مكانة عظيمة، وقد حث المولى عز وجل عباده على أهميته، لبناء الحياة، قال تعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » (التوبة:105)، فما خوطبت أمة بضرورة الاهتمام بالعمل بقدر ما خوطبت به أمة الإسلام.
وقد ذلل الله تعالى الأرض لبني آدم ليحصلوا على ثرواتها وكنوزها، وما ذلك إلا بالعمل والجد فقال تعالى: « هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ » (الملك:15)، لذلك كان أهم وصايا نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم: « إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها».
الانتشار في الأرض
فكما أمر الله عز وجل عباده بالصلاة، أمرهم أيضًا بالانتشار في الأرض، قال الله تعالى: « فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ » (الجمعة جزء من الآية 11)، ومن أجل ذلك جعل الله عز وجل النهار هو المجال الزمني لجميع الأعمال الحياتية التي يتقاسم الناس معيشتها، قال الله تعالى: « وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا » (النبأ: 11).
إذن المسجد عظيم في رسالته، ولكن طالما انتهت الصلاة، على كل مسلم أن يضرب في الأرض، يسأل الله عز وجل من فضله، ولا يتكاسل أو يتصور أن الجلوس في المسجد طوال الوقت بلا داعي أفضل!.
عن معاوية بن قرة، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقي ناسًا من أهل اليمن، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون. فقال: «بل أنتم المتكلون، إنما المتوكل الذي يلقي حبة في الأرض، ويتوكل على الله».
اقرأ أيضا:
مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة