أخبار

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

مفاجأة حول الاستحمام يوميًا.. ليس له أي فائدة صحية حقيقية!

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

تمرد بعد نماء ماله فرد الله زكاته من فوق سبع سموات

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 04 اغسطس 2021 - 11:14 ص


قال ثعلبة بن حاطب الأنصاري لرسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا "يا رسول الله؛ ادع الله أن يرزقني مالاً؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ويحك يا ثعلبة؛ قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه"، فلبث أيامًا ثم قال مرة أخرى "يا رسول الله؛ ادع الله أن يرزقني مالاً"؛ فقال النبي عليه الصلاة والسلام "أما ترضى أن تكون مثل نبي الله؛ فوالذي نفسي بيده لو شئتُ أن تسير معي الجبال ذهبًا وفضة لسارت"، قال ثعلبة: والذي بعثك بالحق لئن دعوتَ الله فرزقني مالاً لأُعطين كل ذي حق حقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم ارزق ثعلبة مالاً.

واتخذ ثعلبة غنمًا، فنمت كما ينمو الدُود، فضاقت عليه المدينة، فتنحى عنها، فنزل واديًا من أوديتها، ثم صارت تُشغله، حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة، ويترك ما سواهما، ثم نمت وكثرت، فتنحى حتى ترك الصلوات إلا الجمعة، وهي تنمو كما ينمو الدود، حتى ترك الجمعة، فطفق يتلقى الركبان يوم الجمعة، يسألهم عن الأخبار وعن ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ لم يعد يقدر على الدخول إلى المدينة ليسمع بنفسه، لما كان له من شُغل بأمواله وأنعامه.

وتفقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما فعل ثعلبة؟"، فقالوا "يا رسول الله؛ اتخذ غنمًا فضاقت عليه المدينة فخرج إلى أوديتها"، وأخبروه بأمره وما آل إليه حاله بعد أن نمت أمواله، فقال صلى الله عليه وسلم "يا ويح ثعلبة؛ يا ويح ثعلبة؛ يا ويح ثعلبة".

وأنزل الله تعالى قوله "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ" [التوبة: 103]، ونزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية وُجوب الزكاة وفرائض الصدقة، فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلين على الصدقة، رجلاً من جُهينة ورجلاً من سُليْم، وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة من المسلمين، وقال لهما "مُرّا بثعلبة وبفلان -رجلٌ من بني سُليم- فخُذا صدقاتهما"، فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأَقْرآه كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال "ما هذه إلا جزية؛ ما هذه إلا أخت الجزية؛ ما أدري ما هذا، انطلِقا حتى تفرغا ثم عودا إليّ"؛ فانطلقا لشأنهما.

اقرأ أيضا:

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

وسمع بهما السُلمي، وهو الرجل الثاني الذي أمرهما النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يمُرّا عليه لأخذ الصدقة، فنظر الرجل إلى خيار أسنان إبله، فعزلها للصدقة، ثم استقبلهم بها، فلما رأوها قالوا "ما يجب عليك هذا، وما نُريد أن نأخذ هذا منك"، أي لن نأخذ منك الأجود ونترك لك الرديء، "وإنما نأخذ من الأوسط كما أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم"، قال "بلى فخذوه، فإن نفسي بذلك طيبة وإنما هي لي"، أي إن ما أتصدق به فسيدّخره الله لي، فأنا أدخّر الأجود لنفسي، وأرضي ربي، فأتصدق كما أنعم عليّ، فأخذوها منه.

فلما فرغا من صدقاتهما رجعا حتى مرا بثعلبة ثانية فقال "أروني كتابكما"، فنظر فيه فقال "ما هذه إلا أخت الجزية، انطلِقا حتى أرى رأيي"؛ فانطلقا حتى أتيا النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما رآهما قال "يا ويح ثعلبة"، وذلك قبل أن يُكلمهما، ودعا للسُلمي بالبركة، فأخبراه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه "وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ* فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ* فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ* أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ" [التوبة: 75- 78].

وكان عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل من أقارب ثعلبة، فسمع ذلك، فخرج حتى أتاه فقال "ويحك يا ثعلبة؛ قد أنزل الله فيك كذا وكذا"، فخرج ثعلبة حتى أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فسأله أن يقبل منه صدقته فقال "إن الله منعني أن أقبل منك صدقتك"، فجعل يَحثي على رأسه التراب، فقال له صلى الله عليه وسلم "هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني"؛ فلما أبى أن يقبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدقته رجع إلى منزله.

وقُبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوفاه الله ولم يقبل منه شيئًا، فلما تولى أبو بكر -رضي الله عنه- الخلافة، وحان على ثعلبة إخراج زكاته، جاء إلى أبي بكر -رضي الله عنه- فقال "قد علمت منزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وموضعي من الأنصار؛ فاقبل صدقتي"، فقال أبو بكر "لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لا أقبلها"، فرفض أن يأخذها منه، وقُبض أبو بكر ولم يقبضها، فلما ولي الخلافة عمرُ -رضي الله عنه- أتاه ثعلبة فقال "يا أمير المؤمنين؛ اقبل صدقتي"، فقال "لمْ يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، وأنا لا أقبلها منك"، فقُبض ولم يقبلها، ثم ولي عثمان -رضي الله عنه- الخلافة، فأتاه فسأله أن يقبل صدقته فقال "لم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، رضوان الله عليهما، وأنا لا أقبلها منك"؛ فلم يقبلها منه؛ وهلك ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنهم أجمعين.

الكلمات المفتاحية

ثعلبة بن حاطب الأنصاري زكاة المال خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled قال ثعلبة بن حاطب الأنصاري لرسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا "يا رسول الله؛ ادع الله أن يرزقني مالاً؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ويحك يا ثعل