الطريق إلى رضا الله عز وجل، لابد أن يمر عبر رضا الوالدين أولاً، هكذا اشترط الإسلام على كل عبد مسلم، أن يرضي والديه أولاً، ليصل إلى رضا الله.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد»، هكذا هو الشرط وجوابه، (ترضي والديك.. تصل لرضا الله)، ولم لا والله عز وجل بذاته العليا ربط بين عبادته سبحانه ورضاهما، فقال عز وجل: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا» (النساء: 36).
أمر إلهي
قد لا يكون هناك بيننا من لا يعرف الأمر الإلهي، بأهمية رضا الوالدين، ومع ذلك ترى كثير من الناس للأسف يقصرون وربما يتطاولون على الوالدين لسبب وبدون سبب، مع أن الله عز وجل قال: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا » (الإسراء: 23 ).
للأسف ترى البعض يقول لك: إن أباه أخطأ، أو إن أمه أخطأت، وهي تبريرات لا معنى لها، فحتى لو كانا كافرين، أيضًا يحث الإسلام على معاملتهما بأفضل المعاملات، فهذا سيدنا سعد ابن أبي وقاص أمه ترفض الأكل والشراب بعد أن أسلم، فيرفض أن يعود عن دينه، ورغم تأييد القرآن له، إلا أنه أيضًا حثه على حسن معاملتها، قال تعالى: «وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، «العنكبوت: الآية 8).
اقرأ أيضا:
سلامة الصدر.. خلق الأنبياء وصفة أهل الجنة وسمت الصالحينسعادة الدارين
إن من أيسر الطرق إلى الجنة، والصلاح في الدنيا والآخرة، لاشك هو رضا الوالدين، بل أنه يقدم رضاهما على فعل ما يجب عليه إذا كان من فروض الكفاية، كما ثبت في حديث ابن عمرو في الرجل الذي جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أحي والداك؟»، قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد»، وما ذلك إلا لأن دعائهما مستجابان لاشك، فعن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة الوالد على ولده ودعوة المظلوم ودعوة المسافر».